الكلمة التي ألقاها نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في ذكرى أسبوع على استشهاد المختار حسين منصور في بيروت 14-12-2023م، ومما جاء فيها:
لقد أكدَّ العدوان الأميركي الإسرائيلي على غزَّة بأننا لو لم نكن أقوياء كحزب الله وننتصر في عام 2006 لانتقلوا إلى المرحلة التالية في احتلال قسم من لبنان. لو لم نكن أقوياء لمَا ردعنا إسرائيل 17 عاماً دون أن تتجرأ في أن تهجُم علينا أو أن تقوم بمعركة ضدنا. لو لم نكن أقوياء لاستغلوا الفرصة الآن في معركة غزَّة وانقضُّوا على لبنان كما هو أحد مشاريعهم الذي لم يستطيعوا تسويقه ولم يجدوا مبرراً أو قدرةً على القيام به. لا يحمينا مجلس الأمن ولا الدول الكبرى، سلاحنا فقط هو الذي يحمينا وتعاوننا وإرادتنا هي التي تؤدي إلى تحقيق الانتصارات والحماية، هذه المقاومة تتطلب من أجل استمراريتها أعلى مستويات التجييش والإعداد والإمكانات والسلاح وسنوفر هذه الأمور ما دمنا أحياء لأننا نعتبر أنَّ هذه القوة المقاومة هي الطريق الوحيد لمنع العدو الإسرائيلي ومن وراءه أميركا من تحقيق أهدافهم في لبنان والمنطقة، ولا يمكن مواجهة الشر العالمي والغدة السرطانية إسرائيل كأداة مجرمة إلَّا بهذا الإعداد.
هذه المعركة في غزَّة اليوم هي نيابة عن العرب والمسلمين، من يقول بأنَّها معركتهم هم في فلسطين ولا شأن لنا فهو لا يقرأ سياسية ولا يعرف الحقائق، هذه المعركة هي نيابة عن العرب والمسلمين لأنَّ إسرائيل هي مشروع توسعي في بلدان العرب والمسلمين، في السابق احتلت جزء من سوريا وجزء من الأردن وجزء من لبنان وجزء من مصر، ومشروعها من المحيط إلى الخليج ماذا يعني ذلك؟ يعني التوسع. قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن أن تكون لهم أراضي الـ 48، ماذا يفعلون بأراضي الـ67 "أي باقي فلسطين"؟ هم يقضمونها قطعة قطعة، هؤلاء خطر على فلسطين ولبنان والمنطقة.
مشاركة حزب الله اليوم في القتال هو جزء من هذه المواجهة ضد الاحتلال والظلم والإجرام الذي لن يقتصر على غزَّة وإنما سيطال الجميع. هذا العدو إذا لم نواجهه فهو يبدأ في غزَّة ومن ثم يبدأ في لبنان فالأفضل أن نقاتله حيث هو قبل أن يصل إلينا لنمنع قدرته على التوسع وهذا هو التصرف الحكيم الذي يعني أن نكون معاً في اللحظة المناسبة حتى لا يأخذوننا فُرادى وأقسام.
رأيتم كيف أن التعاطف الشعبي في كل أنحاء العالم مع غزَّة وشعب غزَّة استنكاراً للمجازر وقتل المدنيين وقتل الأطفال والنساء وتهديم المستشفيات وإعدام الحياة في داخل غزة، هذا تعبير عن أنَّ المسؤولية الإنسانية الممتدة في العالم لا تحدُّها الجغرافيا. ما الذي يجعل الإسباني والأميركي والإيطالي والألماني والمغربي والتونسي وآخرين يتعاطفون مع القضية الفلسطينية؟ لو كانت الحدود الجغرافية هي حدود العلاقة مع الآخر لتبين أنَّ ما يحصل هو أمر غريب، لكن هذا يدل أنَّ الإنسانية لا تحدُّها جغرافيا وأنَّ العِزَّة لا تحدُّها جغرافيا وأنَّ الشيطان الأكبر أميركا والغدة السرطانية إسرائيل يجب أن يواجههم قوى الخير على مستوى العالم لمنعهم من التأثير. نحن أولى في لبنان والمنطقة أن نواجه هذا التوحش الإسرائيلي الأميركي دفعاً لما هو أعظم ولوضع حدٍّ لهذا الشر المتمادي الذي لا تُوقفه إلَّا المقاومة الممتدة إلى كل أحرار العالم، لمواجهة هذا الشر الممتد إلى كل الظالمين الدوليين وسُرَّاق الحياة الآمنة البشرية.