اليوم تعيش منطقتنا أزمات عديدة، سواء في العراق أو سوريا أو اليمن أو البحرين أو عدد من الدول التي ابتليت بمشاكل وتعقيدات من نوع خاص، وإذا بحثنا عن خلفية هذه الأزمات لوجدنا أن السعودية بالتضامن والتكافل مع أمريكا وإسرائيل وراء هذه الأزمات التي حلت في منطقتنا. فهي التي تدعم الإرهاب التكفيري، وهي التي تقصف وتقتل في اليمن، وهي التي تمول الحركات والجهات التي تخرب وتحاول أن تقلق منطقتنا، وهي التي تفتح خط تواصل مفضوح ومكشوف مع إسرائيل لضرب القضية الفلسطينية.
اليوم السعودية هي دعامة رسم حدود إسرائيل وإنهاء القضية الفلسطينية بكل تمويلها اللازم لترضى إسرائيل، هذا ما تريده السعودية.
هي دعمت داعش وأقرانها في سوريا والعراق بكل الإمكانات، فأوقعت الدمار في سوريا، وخربت حياة العراقيين، وهي تقتل اليمنيين بدم بارد للسيطرة على اليمن، ولن تتمكن من السيطرة، ومنذ انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية والسعودية تتآمر عليها، فعندما انتصرت بعد أقل من سنة تقريبًا خاض صدام حسين حربًا لثمان سنوات كان التمويل فيها والدعم الكامل من قبل السعودية لإسقاط النظام الجديد الذي اختاره الشعب الإيراني.
أرادت السعودية أن تخرب لبنان المستقر والموحد لأنَّه لا ينصاع إلى أوامرها ولكن بحكمة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والتفاف القيادات الوطنية حول الرئيس انقلب السحر على الساحر، وانكسر المشروع العدواني السعودي على لبنان.
لقد فشلت السعودية في خياراتها في المنطقة والكل يعلم ذلك، ولكن لا يمكنها أن تعوض هذه الخسارة في لبنان، فلبنان صمد في مواجهة أصعب أزمات المنطقة، وواجه إسرائيل وحرر الأرض، وهو يشكل قدرة ردع حقيقية في مواجهتها، واستطاع أن يعطل الإمارات التكفيرية في شرق لبنان في جرود عرسال وفي رأس بعلبك والقاع، كما استطاع أن يثبت معادلة الجيش والشعب والمقاومة لمواجهة التحديات، مثل هذا البلد القوي بجيشه وشعبه ومقاومته لا يمكن أن يفرض أحد عليه شيئًا لأن الشعب هو الذي يختار بكل حرية وبكل كرامة.
من هنا نقول: إملاءات السعودية مرفوضة، وحزب الله منارة مقاومة للبنان في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وهو جزء لا يتجزأ من معادلة قوة لبنان، وهو دعامة مركزية من دعامات بناء الدولة وتشكيل مؤسساتها.
لن نقبل بأية وصاية أجنبية أو عربية على لبنان، وخيارات الدولة اللبنانية هي خيارات التوافق بين القوى السياسية اللبنانية بكل حرية.
لقد جاهدنا في سوريا وقاتلنا التكفيريين ولكننا نعتبر أن جهادنا في سوريا هو دفاع عن لبنان ودفاع عن مشروع المقاومة، وقد ثبت بالدليل القطعي أن إسقاط إمارات التكفير في سوريا شكل حماية حقيقية للبنان والمنطقة، وهيأ الأرضية المناسبة كي ننعم مع أولادنا بمستقبل أفضل.
بالنسبة إلينا إسرائيل والتكفيريون عنوانان لجبهة إرهابية واحدة تستهدف منطقتنا ومستقبل أجيالنا.
لقد حققت المقاومة انتصارات عظيمة، ما يدفعها إلى البقاء في الميدان لتحقيق المزيد، وهي انتصارات تأسيسية لمستقبل لبنان والمنطقة، على قاعدة التحرير والاستقلال.
مقاومة حزب الله شمس التحرير، لا يضيرها أوصاف اللاهثين وراء التطبيع مع إسرائيل والداعمين للإرهاب التكفيري وبيانات الجامعة العربية النائمة التي تُتلى عليها البيانات ثم يصفقون ويسألون ما الذي كُتب في البيان الذي تُليَ قبل لحظات، نقول لهم: ما دمتم نيامًا فكلماتكم وصراخكم سيبقى في قاعاتكم أما في الساحات فلنا الشعب ولنا المجاهدين والمجاهدات، ولنا الانتصارات ولنا الحرية، وهيهات أن تُغلب مقاومة في مواجهة إسرائيل بكلمات من تلك القصور المغلقة التي لا تعرف الكرامة والعزة.