الموقف السياسي

الشيخ نعيم قاسم: كل القضية اليوم: السيادة لمن؟ لمحور الشر وركيزته اسرائيل, أم لمحور المقاومة وركيزته التحرير والاستقلال

الشيخ نعيم قاسم:  كل القضية اليوم: السيادة لمن؟ لمحور الشر وركيزته اسرائيل, أم لمحور المقاومة وركيزته التحرير والاستقلال
مؤتمر الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة – 1/11/2017

1. وصف الواقع: نحن أمام جريمة صهيونية هي: احتلال فلسطين، وإخراج شعب كامل من أرضه.

1) المجرم: الصهيونية التي استخدمت القتل والتهجير والتدمير والاحتلال والحروب, وتعتمد في وجودها على العدوان، والدعم الدولي، والتهديد بالحروب.

2) الداعم الدولي: الاستعمار المعتدي على الشعوب انجلترا صاحبة الوعد، ثم أمريكا حامية الكيان.

3) لا خيار ثالث: إما الاستسلام، وإما المقاومة.

4) أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ.

 

2. الخطر والحل: تثبيت إسرائيل، يمرر كل منظومات الاحتلال للمنطقة، وآخرها إنشاء الشرق الأوسط الجديد الذي انكسر مرتين عبر لبنان وسوريا.

1) إسرائيل لم تحصل على شرعية وجودها ورسم حدودها, وهي تُدفِّع المنطقة أثمانًا باهظة, فكيف إذا حصلت عليها؟

2) تحرير فلسطين هو تحرير للمنطقة كلها، وتحرير لخيارات شعوبها.

3) كلنا مسؤولون للعمل من أجل تحرير فلسطين، ففلسطين فلسطينية وعربية وإسلامية وإنسانية.

4) الكلمة الفصل للفلسطينيين أولًا، فمع وجودهم في الموقع المتقدم للمقاومة ومواجهة الاحتلال، لا إمكانية لشرعنة الكيان الإسرائيلي ولو اجتمع العالم لشرعنته.

5) عندما يدافع لبنان عن أرضه فهو يدافع عن فلسطين، وعندما تدافع سوريا عن أرضها والعراق عن أرضها واليمن عن أرضها...فهي تدافع عن فلسطين، لأن العدو الذي يدير حروب المنطقة واعتداءاتها واحد: وهو إسرائيل ومعها أمريكا.

6) نؤيد وندعم كل من يحمل مشروع المقاومة قولًا وعملًا, من دون النظر إلى خلفيته الفكرية ولا إلى تكتيكاته السياسية، فالأساس هو استمرار المقاومة كمشروع للتحرير.

7) كل القضية اليوم: السيادة لمن؟ لمحور الشر وركيزته اسرائيل, أم لمحور المقاومة وركيزته التحرير والاستقلال. الصراخ والتهديدات وجنون العظمة تعبير عن فشل المحور المعادي للمقاومة, وهذا لن يزيدنا الا ثباتا ومقاومة. هذه أرضنا سنحررها ونحميها ليكون شعبنا سيدًا عليها, ولن نقبل بوصاية خارجية, ولا أن تتسلط أي دولة على بلدنا. سنقاوم الاحتلال والعدوان والوصاية مهما كلف ذلك.

8) البندقية التي تنحرف عن فلسطين وفي مواجهة إسرائيل إلى اتجاه آخر معاكس هي بندقية إسرائيلية مهما كان عنوانها.

9) اعطوا لأمريكا مئات المليارات من الدولارات, وصرفوا مثلها لتدمير سوريا واليمن, ورعاية الارهاب التكفيري في المنطقة, وإثارة الفتنة في لبنان... فلو صرفوها في فلسطين لكان الوضع مختلفا. في المقابل: المقاومة مع قلة عددها وعدتها أنجزت الكثير في مواجهة المشروع الاسرائيلي رغم هذه المليارات.

 

3. المقاومة والانتصار: أثبتت المقاومة أنها الخيار الوحيد المجدي للتحرير واستعادة الأرض، فهي نجحت في لبنان وفلسطين بمنع إسرائيل من تحقيق أهدافها، ونجحت في ضرب أياديها التكفيرية من خلال محور المقاومة الذي عطَّل مشروع إسرائيل في سوريا والعراق.

1) لقد أصيبت إسرائيل ومن وراءها بأكبر ثلاث هزائم خلال عقد واحد، هزيمة العدوان على لبنان 2006، وهزيمة غزة بصمودها ثلاث مرات بين 2008 و 2012م، وهزيمة الإرهاب التكفيري في 2017 في سوريا والعراق.

2) أثبت الشعب الفلسطيني مقاومته الفاعلة، التي لم تتراجع بمرور الزمن، بل اشتعلت أكثر ونمت أكثر في جيل الشباب خلافًا لتوقعات إسرائيل، المقاومة التي تولد مع الأجنة وتنمو مع الشباب قادرة على تحدي أعتى الغزاة والمحتلين، ومنصورة بإذن الله تعالى (إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ).

3) مع حسمنا لخيارنا المقاوم يصبح التحرير مسألة وقت، وخلال هذه المدة لا استقرار ولا شرعية للاحتلال.

 

4. موقفنا: مع أنه لا توجد أجواء حرب إسرائيلية في المدى المنظور, فإسرائيل تعلم بأن جبهتها الداخلية ومنشآتها ستكون تحت مرمى صواريخ المقاومة فيما لو اعتدت وشنت حربًا، اسرائيل تملك خيار بداية أي حرب, ولكنها لا تملك نتائجها ولا شكل نهايتها.

1) أمريكا مربكة وتؤجل الحل السياسي في سوريا بسبب ضعف أوراق القوة لديها بعد هزيمة الإرهاب التكفيري وإماراته الداعشية، وعلينا أن نتقدم ونستمر باتجاه الحل السياسي لسوريا الموحدة.

2) لنا الفخر أن تكون إيران رأس حربة المقاومة، ولولاها لكانت المنطقة في وضعية أخرى، إيران أحيت فلسطين، وحرية خيارات الشعوب، وساعدت في منع التحكم الاستكباري بمصير منطقتنا.

3) دعم ايران مفخرة وليس تهمة, وعلى الذين يستجدون دعم أمريكا واسرائيل والتكفيريين أن يخجلوا هم ويتوقفوا. هل يحق لهم دعم باطلهم ولا يحق لنا دعم حقنا؟

4) من نتائج نصر المقاومة ضد إسرائيل في لبنان: قوة لبنان وتعزيز قدرة الردع، وضعف استخدام لبنان كأداة وساحة، وانتخاب رئيس قوي للجمهورية, وانتظام عمل المؤسسات, وإقرار قانون للانتخابات، وإن شاء الله تعالى ننجح أيضًا في التنمية والاقتصاد فكل المقومات مساعدة ويبقى جرأة أصحاب القرار.

5) لن تثنينا العقوبات ولا التهديدات عن استمراريتنا بالمقاومة، فالمقاومة حياتنا وحياة أولادنا ومستقبلنا ودونها تُبذل المهج، فلا تتعبوا أنفسكم بالصراخ وأوراق الاعتماد، فنحن قوم لا نبيع أرضنا ولا نتنازل عن حقنا وكرامتنا.

 

5. وأخيرًا: تحية إلى اتحاد علماء المقاومة الذي صوَّب البوصلة باتجاه إسرائيل، وكشف انحرافات المستبدين باسم الإسلام، ودعاة الفتنة المذهبية، وأصحاب الاتجاه التكفيري.