الموقف السياسي

الشيخ نعيم قاسم: نموذجنا قناعاتنا وإيماننا واستقلالنا، نموذجنا المقاومة والتحرير والعزة، نموذجنا الوحدة والتعايش وقبول الاختلاط

الشيخ نعيم قاسم: نموذجنا قناعاتنا وإيماننا واستقلالنا، نموذجنا المقاومة والتحرير والعزة، نموذجنا الوحدة والتعايش وقبول الاختلاط
الكلمة التي ألقاها نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في حفل تخريج طلاب معهد الآفاق في الأونيسكو، 6/10/2017، وأبرز ما جاء فيها:

أولًا: كل الأزمات الموجودة وفي العالم سببها الأساس أمريكا، اليوم أمريكا تصنع الأزمات المتنقلة، وتوتر المنطقة كرمى مصالحها، وتحمل الشعار الدائم بأن مصلحتها أن يعيش المواطن الأمريكي مرتاحًا حتى ولو سبب دمار العالم، حاول أمريكا أن تعمم ثقافتها ومشروعها وقيادتها بشعارات زائفة نشرتها لعشرات السنين في منطقتنا، رفعت شعار حقوق الإنسان وشعار الديمقراطية وشعار احترام الآخر وشعار الحريات المختلفة من أجل أن تغرينا بهذه الشعارات لكننا اكشفنا أن في داخلها سمومًا تؤدي في نهاية المطاف أن نكون اتباعًا لها ولسنا مستقلين بخياراتها، فانكشفت خطط أمريكا في منطقتنا، فشلت في تسويق شعاراتها، وهنا لم تتحمل فلجأت إلى استخدام قوتها وكشفت عن وجهها الحقيقي، واستخدمت أياديها الباطلة كإسرائيل والتكفيريين والأنظمة المستبدة.

 

نحن نعتبر أن أمريكا لجأت إلى القوة المادية لأنها فشلت في التسويق الثقافي والإيماني، حاربتنا بالإعلام، وأسقطت علينا صورًا متفرقة، فوصفت المقاومة بالإرهاب، وتحرير فلسطين بالعدوان على إسرائيل، والاستسلام بالسلام، والالتزام بالدين بمخالفة المجتمع المدني، وقناعاتنا الثقافية بالتخلف عن الحداثة، وضخت أفكارًا كثيرة تصب في محاولة تشويه صورتنا، ولكن القيم الأمريكية فشلت في أن تكون نموذجًا للشباب في بلداننا، وأقول لكم: لن تكون بعد اليوم نموذجًا لنا في منطقتنا، لأننا وجدنا النموذج الذي ينسجم معنا ومع حقوقنا ومع مستقبلنا ومع أجيالنا، فلن نقبل بنموذجهم الفاشل مقابل نموذجنا الذي رفعنا وكرمنا وجعلنا نحقق الانجاز تلو الإنجاز.

 

نموذجنا قناعاتنا وإيماننا واستقلالنا، نموذجنا المقاومة والتحرير والعزة، نموذجنا الوحدة والتعايش وقبول الاختلاط، نموذجنا التزام القانون والانتخابات الحرة ورفض الإملاءات، نموذجنا مواجهة الاحتلال الإسرائيلي والإرهاب التكفيري والتبعية الأجنبية، نموذجنا اخترناه وأثبت جدواه ولن نتراجع عنه، فوالله لو اجتمعت الدنيا مع أمريكا على أن تسوقنا إلى خياراتها لن نقبل ما دامت خياراتنا قد أنجزت واقعًا حقيقيًا, أثبتت أننا من موقع المقاومة نستطيع تحرير الأوطان وتربية الأجيال وصنع الاستقلال وكرامة الإنسان فلن نستبدل تلك السخافات التي يدعون إليها بأي أمر آخر، نحن سنبقى مع ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة.

 

الأمر الثاني: إسرائيل اليوم أداة أمريكية، لطالما البعض بأن إسرائيل تدير العالم، لا تكبروا إسرائيل كثير ولا تعتبروها أنها تدخل في كل مكان وتستطيع أن تدخل إلى المحافل الماسونية وتؤثر على البلدان العربية والأوروبية والأجنبية، إسرائيل شيطان صغير يديره الشيطان الكبير أمريكا، لاحظوا أن إسرائيل ذهبت إلى حرب 2006 بأمر أمريكي، ولم تستطع في زمن بوش أن تحارب إيران بأمر أمريكي، وهي في كل خطواتها تنتظر الأوامر من هناك، إسرائيل هي عصا وضعت في منطقتنا لتركيعها ولجذبها لتأدية المصالح الأمريكية، ولا تصلح أمريكا من هذا الموقع لرعاية أي حل لأنها منحازة وراعية الاحتلال. 

 

في رأينا أن الحل في منطقتنا لا يكون إلا بالمقاومة التي أثبتت جدواها، وحققت الانتصارات المتتالية، ونقلت لبنان من الضعف إلى القوة، ومن كونه مركزًا لمخابرات الدولة الكبرى والدول الكبرى إلى بلدٍ مؤثرٍ في تحقيق إنجازاته.

 

وأقول سواء أكانت دولة عربية كبيرة وازنة أو دولة أوروبية أو أمريكية  كبيرة ووازنة، تعقد بعض الاجتماعات وتستدعي بعض الزعماء والمسؤولين من أجل أن تصنع تكتلًا  ضدنا لتقلب المعادلة في لبنان نقول لهم: تجمعون الهياكل أما الشعب فهو مع المقاومة ومع لبنان الواحد الموحد.

 

الأمر الثالث والأخير: لا يمكن بعد اليوم أن يكون لبنان بلدًا للتوطين على الإطلاق، لا للمهجر من أرضه قديمًا، ولا للنازح من أرضه حديثًا، نحن نريد للمهجرين والنازحين أن يعودوا إلى بلدانهم أعزاء كرماء، ولن نقبل الخطوات الأجنبية التي تحاول أن تمنح المعتدي كيانًا، أو أن تمنح المعتدين فرصة لتغيير المعادلات في المنطقة، كل واحد في بلدنا ترك بلده لأي سبب كان سنكون غلى جانبه ونؤدي كل الدعم المناسب ليعود إلى بلده لا ليبقى في بلدنا، لا لأننا نستنكر وجوده بل لأننا نريده عزيزًا في بلده عندها نكون نحن وإياه أعزاء في المنطقة، وعندها أيضًا لا يمكن لأحد أن يفرق بيننا ونصنع مستقبلنا ومستقبل أجيالنا.