في هذه الأيام نحن في أجواء إنتصار المقاومة الإسلامية في 25 أيار، حيث تحرر الجنوب اللبناني بعد احتلالٍ دام 22 عام من سنة 1978، وكان التحرير بلا قيد ولا شرط وخرجت إسرائيل ذليلةً من لبنان بجهاد المجاهدين والمجاهدات، لأن الجهاد لم يقتصر فقط على مقاومي ومجاهدي المقاومة الإسلامية بل على أهلهم وأمهاتهم ونسائهم وأخواتهم الذين شكلوا الرصيد الحقيقي لمجتمع متكافئ هو مجتمع المقاومة الذي استطاع أن ينتصر على إسرائيل.
هذا الإنتصار هو مفصل تاريخي في حياة لبنان، وقد غيَّر وجه المنطقة، لأننا اليوم أمام جيل جديد لا يقبل بالهزيمة والإستسلام ولا يقبل بالخضوع لمطالب إسرائيل ومن معها، ونحن كحزب الله نقاتل من موقع الدفاع المشروع، لكن مع ذلك نجد أن أمريكا ودول أخرى تعتدي علينا وتنتقد أننا نعمل في مواجهة إسرائيل لتحرير الأرض، وإسرائيل هذه هي المحتلة.
ما هي مشكلتنا مع أمريكا؟
أمريكا لا تتحمل بأن ربيبتها إسرائيل في موقع صعب، ولا تقبل أن ترتفع أصوات أو رؤوس لتقول أنها تريد أن تكون مستقلة وأن تسترد الأرض وتحفظ الكرامة، ولذا هم يواجهون ويحاولون الضغط علينا بأساليب مختلفة.
لكن ليكن معلوماً لو إجتمعت الدنيا علينا لن تثنينا عن عزمنا في أن نبقى الشعلة المضيئة التي تعمل لتحرير الأرض وتحقيق الإستقلال ورفض التبعية مهما كانت الكلفة، فقد عاهدنا الله تعالى إما النصر وإما الشهادة ولا محل للإستسلام مهما كانت الصعوبات والتعقيدات. هذا الإحترام الذي ترونه للبنان من قبل العالم وهذه المكانة الذي اتخذها لبنان والاستقرار الذي نعيش فيه كله ببركة إنتصارات المقاومة ومعها الجيش والشعب في ثلاثية القوة الذي منعت إسرائيل وأمريكا من تحقيق أهدافهما، عندما عجزوا معنا مباشرةً في لبنان أرسلوا التكفيريين من بوابة سوريا فذهبنا نقاتلهم هناك كي نمنعهم من الوصول إلى بلادنا وفضحنا التكفيريين وكشفنا أنهم إرهابيون ومنعناهم من الامتداد وحررنا أرضنا منهم، ثم تبين للأميركيين أن التكفيريين هؤلاء لا يصلحون من أجل تحقيق أهدافهم فبدأوا يفكرون في ضربهم لأنهم فشلوا في تحقيق الأهداف التي يريدونها منهم، الوحيدون الذين تصدوا لهم هم جماعة محور المقاومة.
على كل حال ليعلموا: نحن جماعة اخترنا طريقنا بإيماننا وإرداتنا وسنستمر بتحرير الأرض وتأمين العزة والكرامة وتوفير الأجواء الملائمة لأجيالنا لتتربى تربية صالحة في طاعة الله تعالى.