الموقف السياسي

الشيخ نعيم قاسم: بقاؤنا في سوريا بقاء سياسي مقاوم لا يرتبط لا بجغرافيا ولا بأهداف مادية / حفل تأبيني في منطقة الجية

الشيخ نعيم قاسم: بقاؤنا في سوريا بقاء سياسي مقاوم لا يرتبط لا بجغرافيا ولا بأهداف مادية / حفل تأبيني في منطقة الجية
بقاؤنا في سوريا بقاء سياسي مقاوم لا يرتبط لا بجغرافيا ولا بأهداف مادية

الكلمة التي ألقاها نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في حفل تأبيني في منطقة الجية، 29/1/2017م، 


وأبرز ما جاء فيها:

نقول دائما أولويتنا قتال إسرائيل، وإعدادنا هو لمواجهة إسرائيل ، أما قتالنا مع التكفيريين فهو فرع لقتالنا مع إسرائيل، لأنهم يمثلون الأدوات الإسرائيلية، وكل جهة أو دولة أو فئة تحاول أن تقاتلنا في الميدان وتفرض المشروع الإسرائيلي سنواجهها كجزء لا يتجزأ من مواجهة إسرائيل، أحيانا يضعون لنا القواعد، يقولون أنتم لبنانيون يفترض أن لا تقاتلوا خارج لبنان، وهل ذهبنا لنبحث عن الصهاينة أم هم الذين أتوا إلينا واحتلوا أرضنا؟ وعندما نطردهم من أرضنا وقد طردناهم، من يضمن أن لا يعودوا مرة ثانية ؟ إذاً علينا أن نجتثهم حيث هم حتى لا يعودوا إلينا. أما بالنسبة للتكفيرين لو تركناهم وتركنا سوريا تسقط في أيديهم لكانت كل البلدات السورية في شرق لبنان محاطة بالتكفيرين الذين يطمحون أن يدخلوا القرى البقاعية والشمالية ليمتدوا ويقيموا الإمارات المختلفة على أرضنا، هل ننتظر أن يصلوا إلينا؟ ذهبنا نقاتلهم دفاعاً عن لبنان والمقاومة وعن أمتنا ومستقبل أطفالنا ودفاعاً في مواجهة الصهاينة الذين أتوا إلينا بلباس آخر هو لباس التكفيريين، والحمدلله تحققت إنجازات عظيمة جداً حيث استطعنا من خلال هذه المواجهة أن نعطل مشروع التكفيرين في سوريا، وأن نشجع تعطيل مشروعهم في العراق وأن نضرب أسس التكفير في لبنان، واستطعنا أن نشكل حالة مواجهة قوية وصلبة لا تخشى منهم ولا من سياراتهم المفخخة ولا من محاولة إيجاد الرعب لدى الآخرين، فمن كان مع الله لا يرتعد من هؤلاء ولكن يرعبوهم بدعم من الله تعالى.

هذا هو الإتجاه الذي أثبت جدواه، ولولا قتال المقاومة ضد التكفيرين في سوريا، ولولا الدفاع عن الحدود الشرقية في مواجهة هؤلاء لكان لبنان الآن في حالة فوضى كاملة وتفجيرات متنقلة تشمل جميع المناطق وجميع الطوائف من دون استثناء، ولكنا في حالة صعبة ومعقدة من المعاناة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنية، لكن لأننا واجهناهم في سوريا حمينا لبنان وشعبنا وأمتنا، ولأننا قدمنا هذه التضحيات استطعنا أن نعطل مشروعهم من البوابة السورية، واليوم الحمدلله كثيرون ممن كانوا يعترضون على وجودنا في سوريا أصبحوا يباركون هذا الوجود لأنهم لمسوا الخيرات، من هنا نحيي كل شهدائنا الأبرار لأنهم بتضحياتهم حموا لبنان والأمة والمقاومة ومستقبل الأجيال، وجعلونا قادرين على العمل من أجل الإستقامة والإستقرار على مستوى المستقبل. 

لولا مواجهة التكفيرين لرأينا التفجير في لبنان في بداية العام الميلادي وما يحيط به كما حصل في بلدان أخرى مثل تركيا، ولكنهم مضيق عليهم في لبنان ولديهم عجز بسبب هذا التكامل الموجود بين المقاومة والجيش اللبناني والقوى الأمنية لحماية هذه الساحة من الخلايا النائمة، ومن أولئك الذين يأتون من سوريا أو من أولئك الذين يخططون لإضرار لبنان. هذا إنجاز عظيم كان ببركة الجهاد ولولا هذه المواجهة لما كنا في حالة مستقرة نسبيا على المستوى الأمني. صحيح أن الخطر التكفيري لم يتوقف في لبنان ولا يزال موجوداً ويجب أن نتابعه ونراقبه دائما لكنه أصبح في مستوياته الدنيا بسبب هذه المواجهة التي أنتجت عملاً كبيراً ومهماً في إعتقال إنتحاري الكوستا في الحمرا قبل أن ينفذ عمله، وهذا إنجاز مهم جداً يسجل للبنان بسبب هذا التلاحم والتعاون في ما بيننا. يجب أن نظل في مواجهتهم وأن نضيق عليهم من كل جانب وأن نعمل مستمرين كي لا يتسللوا أو يخرجوا من مخابئهم إلا إلى القتل أو السجن. أما نحن فسنستمر في سوريا ما دام هناك حاجة لاستمرارنا في سوريا، كثيرون يسألون: في أي بقعة جغرافية ستكونون؟ في أي منطقة ستبقون في سوريا؟ متى ستعودون إلى لبنان؟ بالله عليكم ما الذي يزعجكم في هذه التضحية والجهاد منا والثمن ندفعه نحن، هل تريدون تهيئة أرضية لإراحة هؤلاء التكفيرين أم إرضاء الأمركيين أم التسهيل على الإسرائيلين؟ اسألوا متى ستجتث هذه الجرثومة السلطنية من المنطقة ومن هو المسؤول، أسألوا عن المواقف الأميركية الدعمة للتكفير، أسألوا عن أولئك الذين يبررون للتكفيرين ويدعمونهم بالكلمة والموقف، ولا تسألوا عن أولئك الذين ينظفون الساحة ويساعدون في تأمين المحيط حتى يعيش الناس في أمن وإستقرار. بقاؤنا في سوريا بقاء سياسي مقاوم لا يرتبط لا بجغرافيا ولا بأهداف مادية إنما يرتبط بحماية لبنان والمقاومة وخط المقاومة، فما دامت الحاجة موجودة سنكون حيث يجب أن نكون، هذا هو الإتجاه الذي سنستمر عليه مهما ارتفع الصراخ ومهما كانت النتائج،والآن الحمدلله  فنتائج المجاهدين عظيمة في مواجهة إسرائيل وفي مواجهة التكفيرين، والكل يشهد الآن أن الجهة الوحيدة التي تقاتل الاتجاه الإرهابي والتكفيري هي خط المقاومة وجماعة المقاومة من منظمات ودول.


نحن دعونا مراراً وتكراراً إلى قانون انتخابات عادل، وقانون انتخابات عادل له دعامتان أساسيتان:
الأولى: سعة التمثيل بحيث يكون النواب يمثلون أوسع دائرة شعبية ممكنة.
الثانية: وحدة المعايير بين المناطق والطوائف بحيث لا يكون هناك تفصيل على قياس فئات محددة أي زعامات محددة تختبئ خلف الطائفة لتحافظ على زعامتها ولا تطرح معالجة لتمثيل شعبي حقيقي.

إذا أردنا أن نختصر الطريق  في أكثر من سبعة عشر قانونا مجمعا بطريقة عشوائية، نحن نقترح أن نعود إلى قانون النسبية على أساس ثلاث عشرة دائرة والذي أقر في حكومة نجيب مقاتي حيث كانت الأغلبية الساحقة من القوى السياسية قد وافقت على هذا القانون، فلنضعه على طاولة البحث لأنه يعتمد النسبية من ناحية ويحقق سعة التمثيل الشعبي من ناحية أخرى، وكل واحد يأخذ حصته ويمكن النقاش في بعض التفاصيل و الجزئيات.

أما أن نطيل البحث في كيفية المحافظة على بعض الزعامات حتى تختصر وتلغي كل الآخرين فهذا الأمر غير منطقي، فإذا أردنا أن نخرج من هذا المأزق علينا أن نناقش وأن نغلب النسبية في كل نقاشاتنا لأنها الطريق الوحيد للتمثيل الصحيح وبغير هذه الطريق لا يمكن أن نصل إلى تمثيل صحيح، وبكل صراحة كل مشاريع الأكثرية هي إلغائية ل49% من المواطنين لأنه عندما تحصل لائحة على 51% فتلغى كل الأصوات تحت ال 51%، ما يعني أن ال49% لا يكونون ممثلين،  أما في النسبية فالتمثيل يمكن أن يكون قائماً، ونحن ندعو إلى وضع هذا المشروع قيد النقاش لعله يمكن أن نتوافق عليه في ظل عدم التوافق حتى الآن على أي من المشاريع المطروحة.

ما يجري في البحرين إهانة لكل العالم والمنظمات الدولية حيث يعدم الشباب ظلماً وعدواناً، وتسحب الجنسية من المواطنين الموجودين في البلد وتعطى الجنسية لناس آخرين من خارج البلد، ويرفض الحكم المشاركة في الحياة السياسية مع المواطنين وفق قوانين عادلة، وإلى الآن منذ ست سنوات والشعب البحريني يتصرف سلمياً ويتظاهر سلمياً ومع ذلك تستخدم السلطات كل أساليب القمع البشعة ضد حرية الرأي، أين العالم الحر؟ أين الدول الكبرى التي تدعي العمل على حقوق الإنسان؟ أين مجلس الأمن ومنظمة الأمم المتحدة؟ هؤلاء كاذبون ليسوا مع حقوق الإنسان وإنما مع مصالحهم حتى لو أدى ذلك إلى قتل الإنسان وتدميره.

أما في اليمن فلا يوجد أي عاقل على هذه الأرض يمكن أن يقبل بالمنطق السعودي الإجرامي  الذي يقتل الأطفال والنساء ويدمر مستشفيات ويقوم بأعمال شنيعة، والآن يوجد مجاعة في اليمن في مواجهة الأطفال وتعلم المنظمات الدولية ذلك، لكن من يوقف إجرام السعودية ضد اليمن وما هو مبرر السعودية سوى أنها تعتبر أن اليمن من أمن السعودية، هل يعني ذلك أنكم تريدون احتلال اليمن؟ أتركوا اليمن لأهله وهم الذين يقررون، ولو أردتم أن تنصفوهم لاتفقوا معكم على كيفية التعامل، لكن أن تتسلطوا وتحتلوا اليمن فالشعب اليمني لن يقبل ذلك ولو طال الزمن لكن كل العار على جبين البشرية أنها تنظر إلى اليمن ولا تقف إلى جانبه.