الأزمة في المنطقة مترابطة، ومحركها أمريكا
الكلمة التي ألقاها نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في حي السلم، خيمة عاشوراء، في الليلة الثالثة من محرم الحرام 1438 هـ، 4/10/2016،
وأبرز ما جاء فيها:
نحن في لبنان وسط أزمة كبيرة موجودة في المنطقة، كل هذه مترابطة وواحدة والذي يديرها ويسعِّرها الأمريكي، وإذا نظرنا إلى أي بلد في المنطقة والمشاكل الموجودة في هذا البلد سنجد أمريكا وراء هذه المشاكل.
لماذا تعتدي أمريكا على بلداننا؟ لأنها تريد تحقيق هدفين: الهدف الأول: هو إراحة إسرائيل حتى تكون مطمئنة في هذه المنطقة، والهدف الثاني هو السيطرة على النفط والمال والموارد البشرية لنكون عبيدًا لهما، حتى تأخذ خيراتنا لمصلحتها.
وإذا قمنا بإحصاء: خراب ليبيا وراءه أمريكا، الأزمة المستفحلة لخمس سنوات ونصف في سوريا والدمار والخراب والقتل، من الذي افتعله؟ أمريكا، في اليمن لم تكن السعودية لتدخل إلى اليمن لولا الإشراف والموافقة الأمريكية، بل يوجد خبراء أمريكيون يديرون القوات المسلحة السعودية، ويوجد بعض الطيارين الذين يأخذون أجرًا على كل طلعة جوية سبعة آلاف دولار من المرتزقة من أنحاء العالم بإشراف أمريكا وبعضهم من الإسرائيليين. وقبل ذلك العراق، من الذي احتل العراق سنة 2003، وأوجد الفتنة والطائفية، وإلى اليوم يعاني معاناة كبيرة، ثم أدخلوا إلى العراق داعش من بوابة الموصل، ولولا أمريكا لما استطاعت داعش أن تدخل إلى الموصل في ساعات، أمريكا وراء هذه المشكلة.
في مصر ركبت أمريكا الموجة، والآن مصر تعاني مشاكل كثيرة بسبب أمريكا. لبنان ومشاكل لبنان وتعقيداته وراءها أمريكا. من الذي أعطى إسرائيل الضوء الأخضر لتهجم على لبنان سنة 2006 لتسحق المقاومة وتدمر لبنان؟ أمريكا ومعها العالم كله.
من الذي أعطى الضوء الأخضر لضرب غزة ثلاث مرات في ثلاثة حروب؟ أمريكا، إذًا أمريكا رأس الفساد والمشاكل الموجودة في منطقتنا.
وإذا ظن البعض أنه يعمل لمشروعه مثل السعودية، لا، السعودية أداة صغيرة لتحقق المشروع الأمريكي، والدليل على ذلك أن السعودية تنهار يومًا بعد يوم، اقتصادها يتراجع، وماليتها تتآكل، وشركاتها تقفل، ومشاكلها تزداد يومًا بعد يوم، كل هذا بسبب المشروع الأمريكي الذي يستخدم السعودية لخدمة مصالح أمريكا.
ماذا نفعل أمام هذا الواقع؟ ليس لنا خيار إلاَّ المقاومة، لولا المقاومة لما استطعنا أن نقف على أرجلنا، لولا المقاومة لما تمكنا من أن نحرر لبنان، لولا المقاومة لما استطعنا أن نخرج التكفيريين وإماراتهم من لبنان، إذًا المقاومة هي الحل بالنسبة إلينا، المقاومة صنعت لنا الانتصار، والمقاومة ثبتت لنا التحرير، المقاومة رفعت رؤوسنا عاليًا في كل العالم، المقاومة جعلت الدول الكبرى والإقليمية تقف أمام حزب الله ويعرفون تمامًا أنهم لا يستطيعون تجاوز مبادئه وكرامته وموقعه في هذا البلد، ولذا إذا كان هناك احترام للبنان ومكان له فببركة رجال الله من مقاومة حزب الله في هذا الزمن.
أمريكا تسيء لكل المنطقة في المقابل المقاومة أعطتنا العز والكرامة، طبيعي أن نتمسك بالمقاومة، وطبيعي أن نكون مع محور المقاومة لنحمي أنفسنا ونمنع أمريكا وإسرائيل من تحقيق الأهداف.
اليوم عندما نجد تعطيل المؤسسات في لبنان فتشوا عن أمريكا ومن معها، رب قائل: هناك استقرار في لبنان؟ لم يخربوا لبنان لسببين: السبب الأول أننا أقوياء بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة ولم نرد على فتنهم المختلفة ورفضنا الاقتتال الداخلي، والسبب الآخر أنهم يريدون لبنان مستودع للنازحين السوريين حتى لا يذهبوا إلى أوروبا، فيريدون فيه بعض الأمن الاستقرار لمصلحة أن لا يتحملوا وزر أعمالهم بالنزوح السوري إلى أوروبا، إذًا الاستقرار في لبنان ليس كرم أخلاق، لا، لولا وجود رجال الله في الميدان لما كانت هذه الكرامة والمكانة للبنان.
ليكن معلومًا: ستبقى المقاومة خيارًا أصيلًا نحمله ونعمل للمحافظة عليه لأنه جلب لنا الخيرات والنصر والعزة والكرامة، والمقاومة هي قوة لبنان لحمايته من إسرائيل والتكفيريين، ولن نتخلى عن هذه المقاومة.