الموقف السياسي

الشيخ نعيم قاسم: علينا أن نستعد دائماً لمواجهة المشروع الإسرائيلي لأنه سبب المشاكل والفساد / المؤتمر السادس للجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت(ع) في طهران 2015/8/15

الشيخ نعيم قاسم: علينا أن نستعد دائماً لمواجهة المشروع الإسرائيلي لأنه سبب المشاكل والفساد / المؤتمر السادس للجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت(ع) في طهران 2015/8/15
علينا أن نستعد دائماً لمواجهة المشروع الإسرائيلي لأنه سبب المشاكل والفساد

ألقى نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم كلمة في المؤتمر السادس للجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت(ع) في طهران

ومما جاء فيها:
الثورة الإسلامية المباركة مدّت  إشعاعها إلى طالبي الحق والحرية والكمال، فانطلقت  مقاومة حزب الله في لبنان لتشق طريقها نحو النصر والتحرير باسم الإسلام أولاً وعلى أساس منهج أهل البيت سلام الله تعالى عليهم لتحرير الأرض والإنسان وتثبيت هذه المنظومة كخيار جهادي فعال يعتمد على عظمة الإسلام ومفرداته وهو مضبوطٌ بالإستقامة والمصلحة، عندما نسلك هذا المنهج إنما نؤمن بالولاية التي تعطي سلسلة الخير إلى الفلاح "إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ".

لقد أثبت هذا المنهج، منهج أهل البيت ذاته ووجوده وفعاليته فأغاظ المستكبرين وإستفز المقصرين وأزعج الحاسدين، مما جعلهم يهاجمون أتباع هذا المنهج. ونحن اليوم نواجه ثلاثة تحديات الأول هو الإستقلال وعدم التبعية والثاني إسرائيل ومشاريعها والثالث هو التكفيريون ومنهجهم وأدائهم. هي تحدياتٌ عمليةٌ وسياسية بالدرجة الأولى ولا يمكن مواجهتها إلا بالمقاومة والمواجهة والتحدي وهي ثقافية وتعبوية بالدرجة الثانية وقد قدمت المواجهة السياسية والعملية والجهادية على الثقافية والتعبوية لأن هؤلاء لا يفهمون ولا يعقلون ولا يسمعون فلا بد من كسر شوكتهم لنتمكن من أن نقدم ما عندنا إلى العالم.

إيران اليوم نموذج للاستقلال ونجاحها في التحديات وآخرها الاتفاق النووي نقلنا إلى مرحلةٍ جديدة، هذا النموذج أيضا تكرر في لبنان حيث كسر حزب الله المشروع الإسرائيلي وألحق الهزيمة به، هنا نعتبر أن المشروع المقاوم هو القادر على مواجهة التحدي والإرهاب التكفيري وقد سجل إنتصارات عديدة في العراق وسوربا ولبنان وغيرها، بكل وضوح من يقرأ المؤشرات خلال العقود الثلاثة السابقة بدءاً من انتصار الثورة الإسلامية المباركة ومروراً بمنهج أهل البيت عليهم السلام في الخيارات المتاحة يرى أننا في حالة قوةٍ وتقدم نحن لسنا أقليةً إسلامية بل نحن قلب الأمة النابض ورأس الحربةِ في مسيرة إعلاء كلمة الإسلام وتوضيح معالمها. لسنا في منافسةٍ مع المذاهب الأخرى لأننا نقدم مشروعًا يبين الإستقامة والحق والعلو ونشر الإسلام وهذا في مواجهة الكفر والإنحراف.

لقد رأينا أن مورد إفتخارنا هو هذا الإتباع لأهل البيت عليهم السلام في أوطانهم وفي أماكنهم وهم كانوا دائما جزءاً لا يتجزء من الترابط في تلك الأوطان ولكنهم تميزوا برؤيتهم وتبعوا وحدة القيادة والأهداف وهذا ما جعلهم أقوياء وهذا ما يمكن أن يجعلنا قادرين في المستقبل. اليوم إيران قطب المشروع المقاوم وقيادة الولي الفقيه بحسب وجهة نظرنا يجب أن تكون قيادةً عالمية لأنها قادرة على أن توحد كل القوى وكل الإمكانات وهي المقياس الأساس لنجاحنا لأننا عندما نتوحد عند القيادة ونوحد إمكانتنا وتتوحد منطلقاتنا وأهدافنا ومواقفنا نستطيع أن نخطو خطوات سريعةٍ إلى الأمام. 
الكل يعلم بأن إيران عقدت إتفاقًا نوويًا مع ستِ دولٍ كبرى في العالم وهذه علامةٌ فارقة أن تقف إيران الإسلام في مواجهة هذا العالم، لقد إعترفوا بدورها إقليميًا ودوليًا ولم ينشئوا دورها وفرقٌ كبير بين الإعتراف والإنشاء، لقد صنعت إيران حضورها بتضحياتها وجهدها وتقديمات شعبها وأبنائها وحكمة قيادتها وبكل وضوح نقول نحن مطمئنون أنه لا يوجد أيُ ثمنٍ خلف هذا الاتفاق في المنطقة على حساب أحدٍ من القوى التي تنتمي إلى هذا المنهج والتي تسير في مشروع المقاومة، فإيران التي كانت مع المجاهدين والمقاومين في العالم وهي في أشد واقع الحصار، كيف يمكن أن تكون غير ذلك وقد ارتاحت بإعتراف الجميع بها وهي تستمر عزيزةً قويةً.

علينا أن نستعد دائماً لمواجهة المشروع الإسرائيلي لأنه سبب المشاكل والفساد وسبب الإنهيارات التي تحصل في المنطقة وأن لا نقبل بأي تسويةٍ مع إسرائيل بل بإعادة الأرض إلى أصحابها بالكامل لترتاح المنطقة من آثار إحتلاله، لقد رأيتم بأم العين كيف واجهت سوريا حرف إتجاهها عن المشروع المقاوم إلى المشروع الإسرائيلي وقد نجحنا بحمد الله تعالى في كبح هذا المشروع المعادي الذي أطل برأسه من بوابة لبنان وسوريا والعراق والمنطقة، وقد تجاوزت سوريا المقاومة القضاء على نظامها وأدرك الجميع أنهم عاجزون عن تحقيق مشروعهم ولا حل في سوريا إلا الحل السياسي، وكذلك تستصرخنا اليمن وتستصرخ الضمير العالمي فمجازر السعودية إعتداءٌ وإحتلالٌ وإجرامٌ بحق البشرية ليس فيه من الإنسانية ذرة واحدة ومع ذاك نقول الحل في اليمن هو حلٌ سياسي ولا يمكن أن يكون الحل بهذا العدوان وبهذه الطريقة التي تجري دائما.

بالتأكيد هناك مصلحة للمنطقة أن تتعاون مع بعضها ونحن نعتبر أن الأمن المشترك الذي يجري بين دول المنطقة هو المقدمة لمواجهة التحديات، أما إذا استعان كل فريقٍ بدول أجنبية أو بإسرائيل فهذا يعني أنه يواجه الإتجاه السليم والمستقيم وهذا يجعلنا في ضرورة  الدفاع بالطرق المناسبة لنجذبهم ولنعرفهم أن الأمن في المنطقة إما أن يكون بتعاون دولها وعلى رأس هذه الدول إيران الإسلام وإما أن تبقى المنطقة في فوضى وصعوبة وتعقيدات.

أقترح على مؤتمركم الكريم مجموعة إقتراحات عملية يمكن أن تساهم في قوة هذا المنهج وأتباع هذا المنهج:

أولاً: من الضروري الاهتمام بالعلماء والحوزات العلمية والمزيد من التثقيف والبناء والتوجيه لأن العلماء هم الذين يمكنهم أن ينتشروا ويبثوا هذا الفكر الأصيل لمنهج أهل البيت سلام الله تعالى عليهم.

ثانياً: أن نوفر المجتمع الحاضن بكل مقوماته الثقافية والإجتماعية والإقتصادية فلا نختلف فيما بيننا ونفتش عن نقاط الإلتقاء لنكون قوةً متراصة في مواجهة التحديات.

ثالثاً: التركيز على الوحدة الإسلامية بين السنة والشيعة بكل أطيافهم لأن هذه الوحدة هي لمصلحتنا ومصلحة الإسلام ومصلحة شعوب المنطقة إذا أنها تتركز على توحيد جهودنا في مواجهة التحديات ولا علاقة لها بالإلتزام المذهبي والإيمان بتفصيله.

رابعاً: أن نركز على قضية فلسطين كقضية أساس مركزية لأن إسرائيل سبب كل العلل الموجودة في منطقتنا وعندما نسقط إسرائيل أو نكسرها تباعًا فأننا سنرتاح كثيراً وسنتقدم إلى الأمام.


خامساً: علينا أن نواجه الإتجاه التكفيري بكل صلابة من دون أن ننجر إلى الفتنة المذهبية ونحن نميز تماماً بين أهل السنة وبين التكفيريين، التكفيريون هم أعداء السنة والشيعة وأعداء البشرية، وأما أهل السنة فهم جماعةٌ من المسلمين علينا أن نتعاون معهم. إذاً، يجب أن نعمل معاً لهذه الوحدة  التي تساعد على أن تتضافر الجهود في مواجهة التحديات وأن لا ننجر إلى الفتنة.

وأخيرًا: لا بد من الإعتماد على أنفسنا ونتوكل على الله تعالى لنجمع قوّتنا ونحرك الضعف بإتجاه القوة ومن سار وصل، لا تستوحشوا في طريق الهدى لقلة أَهله فحتى ولو قصرنا بحق بعضنا  في الدعم والمؤازرة فإن حمل هذا الهم على منهج أهل البيت عليهم السلام كفيلٌ بأن يجعلنا نتقدم خطوات إلى الأمام ولا نعلم متى يأتي الوقت المناسب لتنفجر هذه الإمكانات نتائج عظيمةٌ وإيجابية.