الكلمة التي ألقاها في حفل افتتاح السلسلة الثقافية تحت عنوان: "الوليُّ المجدِّد" والتي تقيمها الهيئات النسائية في حزب الله في مجمع المجتبى ــ حي الأميركان في 17/1/2014.
ومما جاء فيها:
نحن كحزب الله آمنا بالولي الفقيه إيمانًا بالقيادة التي لا بدَّ منها من أجل السير على طريق الإسلام، وهذا الإيمان هو جزءٌ من إيماننا الإسلامي، نحن لسنا في موقع أن نتخذ موقفًا سياسيًا له علاقة بإيران أو بالولي أو بالأهداف الأخرى في العالم، نحن في موقع نريد من خلاله أن نعبر عن إيماننا وأن نلتزم الأحكام الشرعية ولا إمكانية لتحقيق هذا الهدف بصدق إلاَّ باتباع منهج الولي الفقيه المجدد.
كان السلوك العملي لحزب الله هو إحساسٌ لأفكار هذه القيادة قيادة الولاية، ولذا نحن اليوم أمام صورة واضحة: حزب الله يمثل نموذجًا إسلاميًا معاصرًا، وقيادة الولي الفقيه تمثل الرؤية للتطبيق الإسلامي على مسرح الحياة في زماننا، ونحن آمنا بهذا الاتجاه إيماننا بالإسلام، ومن أراد أن يتعرف لضيق وقته أو عدم إطلاعه على الكتب والثقافة والمجالات فعله أن يرى هذا النموذج الماثل أمام الناس كتطبيق عملي للإيمان بالولاية وهو نموذج حزب الله.
تعلمنا من القيادة أن نقاوم الاحتلال، وهذه المقاومة لإسرائيل هي نتيجة رؤية دينية سياسية في آنٍ معًا، وها نحن ننهل من معين انتصارات هذه المقاومة التي أثبتت جدواها وجدارتها وإمكاناتها في أن تغير المعادلة لمصلحة استقلال شعوب المنطقة واختيار ما يريدونه لأمتهم وأجيالهم.
ومن الانعكاسات التي نتجت عن تربيتنا الولاية هذا الانفتاح والتسامح التي يتميز به حزب الله في العلاقات مع الأطراف المختلفة التي تختلف معه في الفكر ولكنها تلتقي معه في السياسة والمواقف، فكان أن أثمر هذا الاتجاه تحالفًا استراتيجيًا مع حركة أمل، وتحالفًا استراتيجيًا مع التيار الوطني الحر، عملًا مشتركًا مع قوى حزبية وطنيًا وقومية وأممية على مستوى الساحة اللبنانية، وأسَّس إلى استعداد للحوار الدائم مع كل الأطراف، فكان من هذه النتائج ذلك الحوار الذي يجري اليوم بين حزب الله وحزب المستقبل على قاعدة إيماننا بأن الأصل هو أن نتفاهم وأن نتعاون وأن نحمي بلدنا معًا، وأن نبحث عن نقاط الاشتراك، وأن نؤجل نقاط الاختلاف التي لا حلَّ لها، وأن نبحث عن كل خطوة يمكن أن تجعلنا في موقع واحد ولأهداف قريبة من حالتنا الوسطية التي تساعد الجميع.
ومن نتائج هذا الإيمان بولاية الفقيه، هذه الصورة المشرقة التي قدمها المجاهدون أخلاقًا وعملًا وتضحية وسلوكًا بين الناس، بحيث تستطيع اليوم أن تميِّز الشاب المؤمن من حزب الله أو الأخت المؤمنة بهذه المسيرة بمضمونٍ رساليٍ راقٍ ورائعٍ ومنير في السلوك والأخلاق فضلًا عن الفكر والجهاد.
كل هذا تعلمناه من هذا المنهج الإسلامي الذي أرشدنا إليه الولي الفقيه، علَّمتنا القيادة أن الإسلام رحمة وحكمة وتوازنٌ وإنذار، ولم توافق في يوم من الأيام على تلك الانحرافات التي خاضها البعض باسم الإسلام ولا علاقة للإسلام بها لا من قريبٍ ولا من بعيد.
لقد رأى العالم نموذجًا آخر يدَّعي الإسلام هو نموذج التكفيريين، الذين لا يوفرون أحدًا من إجرامهم، فلا رحمة ولا حكمة ولا أخلاق ولا إنسانية في قلوبهم، هذا التكفير ليس دليلًا عن الإسلام وليس فهمًا لرسالة الإسلام خاصةً أنه انفضح وانكشف أمام تلألأ عطاء المشروع الإسلامي الذي كان من تجلياته حزب الله وهذا الاتجاه المقاوم.
وها هم التكفيريون ينقبلون على مشغليهم ليتأكد بأن خيار المقاومة هو الخيار الصحيح. نحن اليوم نعتبر أننا خطونا وخطوات ثابتةٍ في الأرض لتثبيت عرض المشروع الإسلامي النقي والأصيل من خلال الفكر والجهاد على درب الولاية لمصلحة الأمة ولمصلحة شعوب منطقتنا ولمصلحة استقلالنا.