الموقف السياسي

الاتهامات والشتائم والتحريض تُنتج فتنة ولا تنتج حلًا

الاتهامات والشتائم والتحريض تُنتج فتنة ولا تنتج حلًا
خيار المقاومة الذي دافعنا عنه وندافع عنه فهو خيار حرَّر الأرض، وشرَّف لبنان

الكلمة التي ألقاها في حفل التكريم الذي أقامته مدارس المصطفى (ص) لطلابها الناجحين في الشهادة الثانوية في ثانوية البتول - طريق المطار، بحضور مدير عام جمعية التعليم الديني الإسلامي الحاج محمد سماحة وحشد من الفعاليات التربوية والسياسية والدينية وأهالي الطلاب.

ومما جاء فيها:

نحن اليوم في لبنان نحتاج إلى إرادة مشتركة بين مكونات الشعب اللبناني وهي التي تبني الدولة، يجب أن نبحث مع شركائنا في الوطن عن الأسس المشتركة لننهض معًا، ونؤجل موارد الخلاف للحوار والمعالجة، أما أن ينتظروا الحلول من الخارج أو الأوامر الإقليمية فهذا يعني تجميد بناء الدولة في لبنان، كفى ترويجًا لشعار لا ترجمة له وهو أنهم بناة الدولة، فكيف تبنى الدولة وتعطلون المؤسسات؟ كيف تبنى الدولة وتحرضون ليل نهار؟ كيف تبنى الدولة ولا تحمى مؤسساته الأمنية والعسكرية؟ كيف تبنى الدولة ولا نواجه المحتل والمعتدي على بلدنا؟ من ينتظر ترتيبات المنطقة لنرتب وضعنا في لبنان فسينتظر سنوات وسنوات وليس أشهرًا معدودة لأن المسألة طويلة ولا حلول في المنطقة إلى أمد.
نحن نقول بالفم الملآن: قرارنا بأيدينا وما نتفق عليه نلتزم به، فهل يمكنكم مواكبتنا ليكون القرار بأيديكم؟ وعندها سنجد الحلول معًا بكل تأكيد؟ لا تتذرعوا بنا، ولا تحوروا مواقفنا، تريدون الحقيقة بالأرقام الساطعة :
أولًا: نحن مع الجيش اللبناني الوطني ودوره وتسليحه، مع الجيش من دون شروط، ومع حماية دوره سياسيًا وعمليًا، ومع تسليحه من كل العالم ومن إيران ولا نستثني إلاَّ إسرائيل. ندعوكم إلى هذا القاسم المشترك مع الجيش، وتعالوا نظهِّر هذا الموقف معًا، وننبذ الإرهاب التكفيري الذي لا يريد إلاَّ الخراب للبنان فلا تسهلوا له، ولا تبرروا مواقفه، وليسمع منكم موقفًا واضحًا بأن لا غطاء له، وأنه سببٌ أضرار رتبها على لبنان وليس نتيجة لأي شيء.
ثانيًا: حزب الله قاتل في سوريا معلنًا ذلك ليحمي لبنان ومقاومته، ومن أراد منكم القتال في سوريا فقد ذهب وقاتل وبعضهم قتل والآخرون لا زالوا ينتظرون مقتلهم، فلماذا تتنصلون من مواقف قمتم به، لماذا لا تعترفون بالحقائق؟ من يقاتل في سوريا فليتحمل مسؤوليته سواء أكنا نحن أو أنتم، ونحن نعتقد أن قتالنا في سوريا خفَّف من الآثار السلبية على لبنان كثيرًا وكثيرًا،
بينما داعش والنصرة يحتلون أراضٍ لبنانية في جرود عرسال ومحيطها، وقتلوا بالسيارات المفخخة عامة الناس، وقتلوا عناصر وضباط من الجيش اللبناني، وضربوا بيروت والضاحية والشمال وطرابلس والبقاع ومناطق أخرى، هؤلاء مجرمون لا يقارنون بأحد، ومن قتل نفسًا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعًا، هؤلاء يجب أن يعاقبوا ويوضع لهم حد، كفاكم تبريرًا لهم بأنهم نتيجة، بالله عليكم من بدأ أولًا؟ ألا تتذكرون أولئك التكفيريين الذين كانوا في جرود الضنية منذ سنوات وسنوات! ألا تتذكرون ما حصل في مخيم نهر البارد قبل أزمة سوريا وقبل كل هذه التطورات الموجودة في المنطقة! أننا بعد سنة 2006 كنا نضع الشاحنات والباصات الكبيرة حول احتفالاتنا ومجالس العزاء التي نقيمها لأنه كانت لدينا معلومات أن الجماعات التكفيرية تريد أن ترسل سيارات مفخخة إلى هذه المجالس قبل أن تبدأ مسألة سوريا، يعني أننا أمام مشكلة فلا تعموا العيون عنها.
ثالثًا: اتفقنا على حكومة جامعة عندما توفرت الإرادة المشتركة، فما الذي يمنع من الاتفاق على باقي المؤسسات وعلى تفعيل المؤسسات، ونتلمس معًا الطريق الممكنة لننتخب رئيسًا للجمهورية.
بكل وضوح: الاتهامات والشتائم والتحريض تُنتج فتنة ولا تنتج حلًا، ولو شتمتمونا من الصباح حتى المساء في كل يوم، وكانت أوراقكم مبنية على الشتائم فاعلموا أننا لن نرد عليكم ولكننا نعمل ليل نهار في الاتجاه الصحيح، إن لم يكن الحوار ممكنًا ونحن ندعوكم إليه فعلى الأقل تصرفوا بطريقة أخلاقية، فهناك شتائم ومواقف سياسية تتميز بعرض أخلاقي، استخدموها وراعوا الحقائق، ولا تكذبوا على شعبكم فسيكتشف في يوم من الأيام ذلك. تعالوا لنهتم بشؤون الناس، أين أصبحت الكهرباء وأين أصبح الماء وأين أصبحت الضرائب؟ وما يعاني منه الناس في كل يوم؟ وكيف يوظف العاملون الجدد والمتخرجون الجدد؟ وكيف نرفع من قيمة اقتصادنا وواقعنا الاجتماعي؟ هذه المسائل تقع على عاتقنا جميعًا تعالوا نهتم بها بدل أن نبقى في اهتمامات بعيدة تمامًا عن واقع الناس.
أمَّا خيار المقاومة الذي دافعنا عنه وندافع عنه فهو خيار حرَّر الأرض، وشرَّف لبنان، بينما الاعتماد على أمريكا ومجلس الأمن لم يحرر شبرًا واحدًا خلال 22 سنة، وها نحن في موقع العزة والاستقلال، حيث تحسب إسرائيل للمقاومة ألف حساب لأي عدوان، وهي مردوعة ببركة ثلاثي الجيش والشعب والمقاومة.
نحن نتمسك بالجيش اللبناني فهو الذي يضمن الأمن في لبنان، وتعالوا معًا لنكون معه، الجيش اللبناني هو الذي أنقذ صيدا وعاصمة الشمال طرابلس وهو الذي يقوم بالحماية اللازمة كي لا تتفشى الظاهرة التكفيرية، وأي تساهل أو خيار آخر سيكون ضرره كبيرًا على الناس، وستستفيد منه إسرائيل.
لبنان معني في هذه المرحلة باليقظة التامة لمواجهة الخطرين الإسرائيلي والتكفيري، وكل واحد منهما متمم للآخر، مع التأكيد أن الأولوية دائمًا في مواجهة خطر الإسرائيلي والباقون هم أتباع لهذا الخطر اضطرت الظروف أن يكونوا في الواجهة.