الموقف السياسي

كل تبرير لأعمال داعش هو مشاركة في أعمالهم وإجرامهم/ حفل توقيع كتاب التكفير للشيخ أكرم بركات في 16/6/2014

كل تبرير لأعمال داعش هو مشاركة في أعمالهم وإجرامهم/ حفل توقيع كتاب التكفير للشيخ أكرم بركات في 16/6/2014
نحن نعتبر أن أمريكا ودولًا إقليمية يتحملون المسؤولية الكاملة في حضور هؤلاء التكفيريين في منطقتنا.

الكلمة التي ألقاها في حفل توقيع كتاب "التكفير: ضوابط الإسلام وتطبيقات المسلمين" لمؤلفه الشيخ الدكتور أكرم بركات بحضور رئيس كتلة الوفاء للمقاومة الحاج محمد رعد وحشد من الشخصيات النيابية والسياسية والثقافية والعلمائية، وكانت له كلمة للأب جورج مسوح والشيخ الدكتور خالد محرم، وذلك في قصر الأونيسكو.
 
ومما جاء فيها:


*نحن نعتبر أن أمريكا ودولًا إقليمية يتحملون المسؤولية الكاملة في حضور هؤلاء التكفيريين في منطقتنا.
*أثبتت الأحداث التي تجري الآن بأنَّ خيار حزب الله كان صائبًا في المساهمة بمنع سقوط سوريا المقاومة، وإلاَّ امتدَّ الخطر التكفيري إلى لبنان بأسوأ مما يحصل اليوم في العراق.
*كل تبرير لأعمال داعش هو مشاركة في أعمالهم وإجرامهم.



لو أجرينا مقارنة مع الحالة التكفيرية التي نواجهها لوجدنا بأن التكفيريين يخالفون بديهيات تعاليم الإسلام، قال تعالى:"لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ "، وهم يُكرهون الناس. وقال تعالى: "أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ "، وهم يتصرفون بغلظة مع المؤمنين بشكل خاص. وقال تعالى: "وَلاَ تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ"، وهم يعتدون، ويتفننون في اعتداءاتهم ويبتكرون طرقًا جديدة تذكِّرنا بمجاهل التاريخ.
التكفيريون هم في الواقع خوارج العصر الذين خالفت شعاراتهم سلوكهم، قال تعالى: "الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ". بالله عليكم ماذا عملوا؟
التكفيريون هم ضد جميع البشر، وليسوا ضد المسلمين فقط، وليسوا ضد الشيعة فقط، هم ضد كل إنسان على وجه هذه الأرض، بل هم الذين يتنافسون على السلطة فيقاتل بعضهم بعضًا إلى درجة أن ينحصروا في عصابة قليلة محدودة تستخدم العنف والقتل.
بكل وضوح، نحن نعتبر أن أمريكا ودولًا إقليمية يتحملون المسؤولية الكاملة في حضور هؤلاء التكفيريين في منطقتنا، لقد استخدموا التكفيريين في سوريا والعراق والمنطقة، لتعديل موازين القوى لإقامة مشروع الشرق الأوسط الجديد، ولكنهم فشلوا مجددًا في سوريا، ولم ينجحوا في إقامة هذا المشروع بعد أن فشلوا في المرة الأولى في عدوان تموز عندما أطلقت "رايس" كلمتها المشهورة بأن العدوان على لبنان هو آلام مخاض شرق أوسط جديد، فعندما فشلوا من هذه البوابة اختاروا بوابة التكفيريين من أجل أن  ينشئوا مشروعهم ومع سقوطهم في سوريا يعني أن مشروعهم سقط سقوطًا مدويًا للمرة الثانية.
هؤلاء التكفيريون يحملون مشروعًا خاصًا بهم في السيطرة والاحتلال والأهم من ذلك هم يتمردون على مشغليهم، وأوافق كل الذين يقولون أن منشأهم المال والنفط والغرب وأمريكا ولكن في الواقع هم بعد ذلك سيتمردون كما تمردوا بعد أفغانستان.
لقد أثبتت الأحداث التي تجري الآن بأنَّ خيار حزب الله كان صائبًا في المساهمة بمنع سقوط سوريا المقاومة، وإلاَّ امتدَّ الخطر التكفيري إلى لبنان بأسوأ مما يحصل اليوم في العراق، هنا بدأ العرب والغرب يشعرون بخطر التكفيريين عليهم، بعد أن أمدَّوهم بالدعم والملاذات الآمنة والتغطية الإعلامية والسياسية، وبذلك انكشفت خياراتهم الخاطئة، وللأسف فإن شعوب منطقتنا هي التي تدفع ثمن تجارب وأحلام المستكبرين في السيطرة على مقدراتنا.
الآن يواجه العراق خطر التكفيريين بشكل واسع، ولكن مع التكاتف الداخلي في العراق وشحذ الهمم والتصميم والإرادة بالإمكان أن يهزم العراقيون التكفيريين ومن وراءهم من دول كما هُزموا في سوريا بإذن الله تعالى. والحل بتشكيل تحالف دولي إقليمي ضد الإرهاب التكفيري، وكشف حقيقته أمام الرأي العام، ولو تم ذلك برؤية موحدة من دون إطارٍ تنظيمي يجمع بين هذا التحالف، فليواجه كل طرف هذا الخطر بما يُتاح له وبطريقته. المهم أن تتجه الأنظار لمواجهة هذا الخطر التكفيري.
وهنا كلمة خاصة لأولئك الذين يتمسكنون فيبررون أعمال داعش، ليكن معلومًا: كل تبرير لأعمال داعش هو مشاركة في أعمالهم وإجرامهم وقتلهم للأبرياء، ونسأل الله تعالى أن يلهم المغرر بهم البصيرة كي لا ينقادوا إلى من اتبعوا أهواءهم وأساؤوا إلى شرع الله تعالى ولم يتوفقوا لمعرفة الحق وتمييزه عن الباطل.