الكلمة التي ألقاها في حفل التكليف الذي أقامته جمعية التعليم الديني الإسلامي - مدارس المصطفى (ص) والبتول (ع) لطالباتها اللواتي بلغن سن التكليف، وذلك في مدرسة المصطفى (ص) - تحويطة الغدير بحضور حشد من الفعاليات التربوية والنيابية والبلدية وأهالي الطالبات.
ومما جاء فيها:
*ونحن ندعم استتباب الأمن في كل المناطق وعلى رأسها طرابلس، وندعم كل خطوة تؤدي إلى الاستقرار السياسي.
*إذا رغب البعض بأن يكون هناك حوار منفتح على كل القضايا من دون استثناء فنحن حاضرون.
*لبنان وطنٌ للجميع لا يستطيع أحد أن يستفرد به، ولا يستطيع أن أحد أن يأخذه إلى حيث يريد.
*نؤكد بأن الحل الوحيد في فلسطين هو تحريرها من البحر إلى النهر.
أنتن اليوم بحجابكنَّ في حالة تحدٍّ لأفكار خاطئة تأتينا من الشرق والغرب، ونرى حركات دفاع نسائية، ونسمع أن هناك دفاعا عن حقوق المرأة. الدفاع عن حقوق المرأة هو الدفاع عن فكرها وعفافها، فكل حركة تسعى للدفاع عن المرأة يجب أن يكون الأساس هو عفة المرأة، فالغرب لم يهتم بقضية عفة المرأة، ولم يعتنِ بها فانتهى به الأمر إلى التفكك.
الحرب الناعمة هي تلك الأفكار التي تدخل إلى العقول فتؤنس الإنسان ويقتنع بها ويكون فيها السم الذي يدخل إلى عقله وقلبه.
اليوم في وسائل الإعلام وفي المهرجانات يركزون على جمال المرأة، ملكة جمال الكون وملكة جمال الإقليم...، كنت أتمنى أن نسمع عن ملكة جمال الأدب، وملكة جمال الأمومة، وملكة الأخلاق، ولكن هذا كله لا يقومون به لأنه لا يدر عليهم المال ولا ينفعهم. اليوم الصهيونية العالمية هي التي تتحكم بوسائل الإعلام العالمية، وتحاول أن تأخذنا إلى الإغواء والإلهاء والابتعاد عن طاعة الله تعالى من أجل بعض من يستفيد من إمكانات مالية، ومن أجل أفكار بعيدة عن طاعة الله تعالى.
نحن ندعو بناتنا وأخواتنا إلى الصبر على الحجاب مقابل الضغوطات والمغريات، ونحن متأكدون أن هذه المسيرة بهذه العقلية ستنجح إن شاء الله تعالى وقد حقَّقت نجاحات كثيرة.
تعرفون أن الحكومة انطلقت بعد عناء ولكن انطلاقتها هو مؤشر إيجابي ينعكس على الاستقرار السياسي والأمني، ونحن ندعم استتباب الأمن في كل المناطق وعلى رأسها طرابلس، وندعم كل خطوة تؤدي إلى الاستقرار السياسي، وكنا أول من دعا بإصرار إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية لأننا نعتقد أنها سببٌ للتسهيل الأمني والسياسي في البلد لمصلحة الاستقرار، ونحن منفتحون على الأطياف السياسية ولا ضرورة أن يُفاجأ أحد إذا فتحنا بعض خطوط الحوار أو قلنا بأننا مستعدون، لأننا لم نقفل الحوار مع الأفرقاء السياسيين إنما عندما أُقفل إنما أُقفل بسبب ضغوطات على الآخرين، وبسبب مطالب غير موضوعية، وأما إذا رغب البعض بأن يكون هناك حوار منفتح على كل القضايا من دون استثناء فنحن حاضرون.
نحن أول من استجبنا لحوار الإستراتيجية الدفاعية، ونعلم أن الإستراتيجية الدفاعية تتحدث عن المقاومة، لا بأس بذلك، فهل تظنون أننا خائفون من نقاش هذه المسألة لأن المقاومة معها سلاح؟ أبدًا، بالعكس يمكن أن نصل من خلال الحوار إلى أن نثبت دور المقاومة في خدمة لبنان وفي خدمة تحريره وفي التعاون مع الجيش اللبناني وبالطريقة الصحيحة التي نسقنا فيها كل الإمكانات والطاقات.
لسنا بعيدين عن أي حوار، وطبعًا للحوار شروط، لأي علاقة ثنائية لا بد أن يكون هناك مقدمات صحيحة، وأن تكون هناك أهداف صحيحة، نحن حاضرون، وندعو إلى استغلال الفرصة السياسية الحالية، من كان ينتظر المنطقة أقول له: المنطقة في حالة انعدام الوزن إلى ما شاء الله، والمشاكل مفتوحة وليس لها حل في المدى المنظور، فإذا كان البعض ينتظر أن يرى حلًا حتى يحل مشكلة لبنان لن يرى حلًا في الأفق، فخيرٌ لنا ان ننصرف إلى شؤوننا ونعالج ما أمكننا بواقعية وبموضوعية ضمن أسس وقواعد تحمي لبنان وبنائه.
نحن نقترح أربعة أسس تكون مقدمة لأي عملٍ يحقِّق هذه النهضة في لبنان:
أولًا: أن نعترف جميعًا أن إسرائيل عدو خطر وعلينا أن نكون جاهزين دائمًا للتصدي لمشاريعها كي لا تأخذنا على حين غرة.
ثانيًا: لبنان وطنٌ للجميع لا يستطيع أحد أن يستفرد به، ولا يستطيع أن أحد أن يأخذه إلى حيث يريد، ويجب أن نتعامل مع يعضنا فنحن موجودون والآخرين موجودين، وبالتالي هذه مسؤولية على الجميع.
ثالثًا: عدم ربط لبنان بتطورات أزمات المنطقة المفتوحة إلى ما شاء الله تعالى.
رابعًا: التركيز على ما يبني الدولة كالتعيينات، والاستحقاق الرئاسي ثم الاستحقاق النيابي، وكذلك متابعة بعض المشاريع الحيوية للبنان وللمناطق في لبنان، وبهذا نستطيع أن نتقدم خطوات إلى الأمام.
وهنا ندعو بشكل مؤكد إلى ضرورة ملء الشواغر في الإدارات بأسرع وقت ممكن وخاصة تعيين المحافظين في بعلبك الهرمل وفي عكار لأهمية إعداد أو تعزيز هاتين المنطقتين.
أما من ينظر إلى التسوية الفلسطينية الإسرائيلية في المنطقة فنحن بقناعتنا أن التسوية فاشلة بإمتياز، وهي مرفوضة بالنسبة إلينا، لأن الثابت في هذه التسوية أنها استثمار إسرائيلي بيدٍ أمريكية، ويريدون أخذ شيء من كل شيء من الفلسطينيين باسم إنشاء المخيم الفلسطيني في غزة وبعض القرى، هذه جريمة كبرى وتسوية فاشلة وغير واقعية ونحن نؤكد بأن الحل الوحيد في فلسطين هو تحريرها من البحر إلى النهر ولو أخذ الأمر بعض الوقت، فالحق منتصرٌ إن شاء الله ولو بعد حين.