قال سماحة نائب الأمين العام في مداخلة له على قناة المنار تعليقاً على التفجير الإرهابي الذي استهدف منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية:
التعزية للشهداء الأبرار، ونسأل الله تعالى الشفاء للجرحى. هذا التفجير الاجرامي الذي جرى في الضاحية اليوم هو جزء من مسلسل، ولا يمكن أن نأخذه كعمل خاص أو كعمل استثنائي، ونحن نعتبر أن المستهدف في هذا التفجير هو عامّة الناس وليس حزب الله حصراً. ولقد رأينا التفجيرات المتنقلة بين المناطق اللبنانية في السنة المنصرمة ما يؤكد أن هناك مخططاً عاماً يستهدف جميع اللبنانيين ولا يستهدف جهة دون أخرى وإن ركز على جهة دون أخرى.
إذن الاستهداف الإجرامي هو للبنان، ولضرب استقراره. لا قيمة في الواقع ولا أهمية للجهة المنفذة، فهي جهة خرقاء ومأجورة ولا أهمية لها، إنما الأهمية للمشروع المتكامل الذي يريد تخريب البلد وإشعال الفتنة وصرف الأنظار عن إسرائيل وإضعاف قوة لبنان التي صمدت أمام رياح الشرق الأوسط الجديد.
نحن، كحزب الله، لن نتراشق الاتهامات مع أحد، ولن نرد على الافتراءات المتكررة من هنا وهناك، لكننا نقول للجميع إن مخطط الإجرام ـ بكل ألوانه وأشكاله ـ والمتعدد الجنسيات، سيؤدي إلى أن يشرب الجميع من هذه الكأس المرّة، ولن ينجو أحد منها، ونعتبر أن الرد هو بالتفاهم السياسي والمسارعة إلى تشكيل حكومة للوحدة الوطنية بوجه هذا الإجرام المتنقل لأننا إذا حصنّا واقعنا الداخلي في هذه اللحمة السياسية نعطّل البيئة الحاضنة للإرهابيين التكفيريين وغيرهم، ونعطّل أيضاً استثمار الخلافات الداخلية. أما القيام بأي إجراء ناقص أو أحادي أو إلغائي في السياسة فهو استثمار في ضرب الاستقرار ومساهمة في مخططات المجرمين.
نحن ندعو إلى أخذ العبرة من هذا الاجرام الذي ضرب الضاحية اليوم لنكون جميعاً يداً واحدة، إذ لا ينفع إذا جئنا بعد أشهر أو أكثر لنلملم جراحات من هنا أو هناك بعد أن فوّتنا الفرصة تلو الفرصة. نحن نمد اليد مجدداً، ونقول إن مواجهة الاجرام تكون بالاستقرار السياسي والتفاهم السياسي، وإذا لم يكن هناك تفاهم سياسي فهذا يعني أن الأمور ستستمر وأنها ستتنقل من مكان إلى آخر وستضرب الجميع.
وأضاف:
نحن لنا رؤيتنا، تحدثنا عنها وقلنا إن حزب الله لا يخشى مثل هذه الأعمال وهو يواجهها وهو يتصدى لها ويقوم بواجباته، ولكننا نحرص على استقرار البلد وسلامة البلد.
لن نهتم إذا كان البعض يعطي تصريحات متوترة أو لا يعجبه أن نكون موحّدين، ولكن عليهم جميعاً أن يفهموا جيداً بأن هذا البلد ليس مزرعة لأحد ولا يستطيع أحد أن يلغي الآخر وأن هذه الطريقة في التصرف ستترك الفرصة ليأتي الآخرون من كل حدب وصوب من أجل أن يستثمروا أرضنا اللبنانية لتصفية حسابات محلية وإقليمة ودولية.
لبنان على طريق الخراب إن لم يكن هناك تفاهم سياسي، ولبنان لا يمكن أن ننقذه إذا لم تتكاتف الأيدي مع بعضها.
نحن نتحدث باللغة الواعية، ونحن نعترف بأننا جميعاً موجودون على أرض واحدة، فاذا لم يرد البعض بأن يعترف هذا الاعتراف وبقي يسمع لتوجيهات إقليمية محددة أو لأوامر دولية، فهذا يعني أنه سيجر البلد إلى المزيد من الخراب، والناس ترى وستحاسب.