الموقف السياسي

المقاومة شهادة ميلاد حزب الله، والشتائم لا تصنع رجال المرحلة بل تكشف عجزهم/ حفل تأبين في حسينية الأوزاعي 9/6/2013

• المقاومة شهادة ميلاد حزب الله. • الشتائم لا تصنع رجال المرحلة، بل تكشف عجزهم.

ومما جاء فيها:

• نحن لا نصنف الناس على أساس مذهبي وإنما على أساس سياسي.
• المقاومة شهادة ميلاد حزب الله.
• الشتائم لا تصنع رجال المرحلة، بل تكشف عجزهم.
• أيدينا ممدودة إلى شركائنا في هذا البلد لما فيه مصلحة لبلدنا.

نحن نحمل مشروع المقاومة من أجل ثلاثة أمور: أولاً لتحرير الأرض من الاحتلال، ثانياً لتحقيق الاستقلال الذاتي بعيداً عن الوصاية الأجنبية لنتَّخذ قراراتنا في بلدنا كما نريد، ثالثاً لتوفير قدرة الحماية كي لا يفكر الاعداء بالسيطرة علينا. هذه العناوين الثلاثة هي عناوين المقاومة، ونعتقد أن هذه العناوين هي التي تحمي بلدنا وتحرر أرضنا وتحقق استقلالنا وتمكننا من أن نعيش في بلدنا بشكل مستقر وأن نربي أجيالنا كما نؤمن. هذا هو المشروع الذي نعمل له، والحمد لله تبيَّن أن هذا المشروع مؤثر، وله أنصار ومحبون كثر، بدليل أن هذه العوائل التي تنتشر في لبنان من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال والبقاع وبيروت، هذه العوائل تحمل لواء الحق وهي مستعدة لكل أنواع التضحية. سمعت في وسائل الإعلام بعض الذين يحاولون التشويش على المقاومة أنهم يراهنون على هالة التململ عند أهالي الشهداء والجرحى والمجاهدين لتحصل مشكلة داخلية فيُربك المقاومون فيتوقفون عن المقاومة، وما أسخف هذا الكلام، أنا متأكد أنهم اطلعوا على ما عند عوائل الشهداء، وعرفوا ما في ساحتنا، وقد زرت عدداً كبيراً من عوائل الشهداء في منازلهم، والتقيت الأب والأم والزوجة والأخوة، بكل صراحة أقول لكم أن من يدخل إلى منزل عائلة شهيد يخرج معبَّأ بنية الشهادة والقوة والمعنويات، ويعرف تماماً أن هذا البيت أعطى شهيداً ليفتح الطريق أمام شهادة كل أفراد البيت كاستعداد لنصرة الحق وتحرير الأرض والسير مع المقاومة. أنتم لا تعرفون مع من تتعاطون، أنتم تتعاطون مع الأحرار، مع الذين ملأ الله قلوبهم بالإيمان والطاعة والتقوى، بعض العائلات انقلبت من عدم الإيمان إلى الإيمان ببركة الشهيد، بعض المجاهدين ذهبوا إلى المعركة وأقفلوا محالَّهم، ذهبوا لأداء الواجب وقدموا أغلى ما عندهم من أجل الكرامة والتحرير، هذا النموذج من الشهداء وعوائل الشهداء والجرحى والمجاهدين لا يمكن أن ينهزم وسينتصر دائماً بإذن الله تعالى، وهذا ما رأيناه وسنراه في كل مواجهة وكل معركة بإذن الله تعالى.
لقد أذهل هذا التماسك في شعبية المقاومة كل الأعداء الذين يراقبون، فبدل أن تكون هناك خسائر بسبب التضحيات ازدادت الأرباح بسببها، وانفتحت أفق جديدة في مسار قوة المقاومة. أما الجبهة المعادية فهي جبهة مفككة، فيها خليط يسير على غير هدى، فما الذي يجمع الأمريكي الذي يسير في دنياه وهو غارق في شهواته وملذاته مع جبهة النصرة التي تدخل في الحائط من دون معرفة النتائج مع اولئك المأجورين الذين يقاتلون بسبب الرواتب المرتفعة التي تأتي من بعض دول الخليج مع الأجانب الذين يتحدثون عن الديمقراطية ولا ديمقراطية في بلدانهم، ويتحدثون عن حقوق الانسان ولا حقوق إنسان في بلدانهم، وأمس ذكرت وسائل الاعلام الأجنبية أن طائرات من دون طيار والتي تقودها أمريكا في باكستان قد أغارت 14 غارة على مناطق في باكستان وأفغانستان وقتلت مئات من الناس معتدية على هذين البلدين بحجة أنها تريد حماية مصالح أمريكا. ما الذي يجمع هؤلاء جميعاً! خليط غير متجانس، ليس عنده هدف واحد، يفتقر إلى الحق والمنطق والأخلاق والانسانية، والجبهة المعادية لنا جبهة ظالمة لئيمة شيطانية، لا تراعي حقوقاً ولا تعرف ربها، ولا تعرف معنى الاسلام، هذه هي الجبهة التي نواجهها، لكن في المقابل جبهتنا متماسكة قوية تعرف ما تريد، كل واحد منا يعرف البداية والنهاية. أنا أتحداهم دائماً وأقول لهم: نحن لسنا بحاجة كثيراً لنبلِّغ الناس حول الموقف السياسي، لأن كل جماعتنا بحمد الله مسيَّسون، يعرفون الحق من الباطل ويختارون الحق، فقبل أن نعلن الموقف، يجلس الجمهور ويستمع إلى كلمة سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله حفظه الله والمواقف التي يُطلقها الحزب، فيتبيَّن أن الجمهور يعرف تماماً أن هذه المواقف هي المواقف الحقَّة، ويكون قد بدأ باتخاذها حتى قبل أن يسمعها، نحن نفتخر أن الناس الذين معنا يفهون وليسوا غنماً، ليس عندنا ناس يقاتلون معنا من أجل المال والمنصب، عندنا من يُعطي الولد والمال والبيت والمصلحة قربة لله تعالى وفي سبيل الجهاد، وكل واحد منهم يفتخر أنه قام بواجبه الجهادي في سبيل الله تعالى.
أغاظتهم كلمة الواجب الجهادي، فيرموننا بأننا نضحك على الناس بهذه الكلمة، نقول لهم تعالوا واسألوا الناس: هل يعرفون معنى الواجب الجهادي؟ والله أنهم يعرفون أكثر بكثير من أكبر مثقف لديكم، ويفهمون تماماً أن هذه شيفرة اسمها الجهاد في سبيل الله تعالى، لا تُقرأ في المدارس ولا في الشوارع، إنما هي شيفرة تدخل إلى العقل والقلب، وتمدُّ صلة بين الانسان وربه، فيُقبل على الطاعة والشهادة في سبيل الله تعالى ولو كره الكافرون والمنافقون.
ليعلم الجميع أن كل خطوة نخطوها هي في إطار المقاومة، سواء قاتلنا إسرائيل بشكل مباشر، أو دافعنا كي لا تجتاح أرضنا، أو ساندنا الذين يقاتلونها، أو قمنا بخطوات دفاعية كي لا يصلوا إلينا، أو واجهنا أذنابها كي لا تتسلط علينا، كل هذه الأعمال هي أعمال مقاومة، نحن ليس لدينا تنظيم مقاومة وتنظيم آخر من أجل التنظير والمكاسب السياسية، عندنا تنظيم واحد اسمه حزب الله، هو حزب المقاومة في كل زمان ومكان، ولكل عطاء وجهاد، ومن الصغير إلى الكبير، ومن ناصره ودعا له، فالجميع في مسيرة واحدة هي مسيرة حزب الله. هذا المشروع المقاومة لن نحيد عنه، وسنستمر في انتهاجه والقيام بأعمالنا على أساسه، والحمد لله أثبت مشروع المقاومة أنه مشروع عابر للطوائف والمذاهب والجنسيات المختلفة، لأنه مشروع حق، وليس مشروع فئة أو جماعة، الذين يؤيدون اليوم مقاومتنا هم من الوطنيين والقوميين والعلمانيين واليساريين والمسيحيين والمسلمين من المذاهب المختلفة، ومن لبنان وفلسطين وسوريا وإيران والسعودية وكل دول العالم، هؤلاء جميعاً يؤيدون المقاومة لأنها عابرة لكل زمان ومكان، وهذا يدل على عظمتها وأهميتنا. من هنا، نحن لا نصنف الناس على أساس مذهبي، بعض من ينتسبون إلى مذهبنا نختلف معهم خلافاً سياسياً، نحن لا نصادق ونعادي على الأساس المذهبي وإنما على الأساس السياسي، لأن الانتماء المذهبي هو مسؤولية كل شخص بينه وبين ربه، أما الموقف السياسي فانعكاسه على الناس، فبين أن تكون مع المقاومة أو تكون مع إسرائيل فرق كبير. هؤلاء الذين يحرِّضون ويثيرون الفتنة المذهبية في كل صباح ومساء، هم عاجزون وضالُّون، ولو كان بإمكانهم أن يقدموا دليلاً على رؤيتهم لقدموه للناس، لكن لأنهم عاجزون يحاولون اللعب على مشاعر وعواطف بسطاء الناس، فيتحدثون عن غيرة المذهب وغيرة الدين والأزمة التي يعيشونها، في الواقع هذه أزمتهم هم، وإلا فأين المواجهة المذهبية؟ من يقاتل إسرائيل أكان شيعياً أو سنياً أو مسيحياً هو مقاوم، من كان معنا فهو مع المقاومة ومن كان مع إسرائيل فهو مع إسرائيل، فيخرج أحدٌ يقول بأنه ليس مع المقاومة وليس مع إسرائيل! هذه صعبة علينا ولا نفهمها! فيقول نأخذ سلاح إسرائيل وقذائفها ودعم أمريكا وأموال دول الخليج، ونعمل على تدمير البلدان العربية، لكن من أجل عزتنا وكرامتنا!! أنتم تتكلمون مع أناس عقلاء وهذا الكلام لا يُقنع أحداً. بعضهم يقول أن ما يجري في سوريا محاولة لتنشيط الحريات السياسية، ما هذه الحريات السياسية التي تدمر بلداً. كلنا يعرف أن الحريات السياسية تكون من خلال الانتخابات أو جلوس الأطراف مع بعضهم، لكن لم نسمع أن هذه الحريات السياسية تأتي والبلد مدمر على رؤوس ناسه. على كل حال هؤلاء الذين يحرضون على الفتنة المذهبية سيفشلون بإذن الله تعالى، ونحن لن ننجر وسنكشفهم ونفضحهم، وسنقول للناس اسألوا هؤلاء الذين يُفتون لكم: هل توصلكم فتاويهم إلى الله أم إلى الشيطان؟ إلى المقاومة أم إلى إسرائيل؟
ما يجري في سوريا ليس منفصلاً عما يُخطط للبنان والمنطقة، وهو جزء لا يتجزأ من مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي أعلنته أمريكا في عدوان إسرائيل على لبنان عام 2006، وهم لم يتوقفوا بعد عن هذا المشروع، يريدون تغيير خارطة المنطقة وسياساتها، يريدون قمع كل تحرك لا يقبل بوجود إسرائيل، يريدون تخريب ما تبقى من بلداننا على قاعدة أن ترتاح إسرائيل.
نحن واضحون، يوجد خياران في الساحة: خيار المقاومة ومن معها، وخيار إسرائيل وأمريكا والتكفيريين ومن معهم، على كل واحد أن يختار خياراً، فلا يمكن لأحد أن يقول بأنه ليس في خيار إسرائيل ويهجم على المقاومة ويعيقها، هو في خيار إسرائيل من رأسه إلى أخمص قدميه ولو قال غير ذلك، فمواقفه تدل أنه في هذا الخيار.
المقاومة شهادة ميلاد حزب الله، وعلامة فارقة كالشمس، فلا تستطيع أن تنطق بلفظة المقاومة أو تتصور المقاومة إلا وتتصور حزب الله في أساسها وفي قلبها، وعلى الآخرين الذين يُعطون النعوت والصفات أن يرفعوا شهادات ميلادهم التي تشير إلى إسرائيل في تصرفاتهم ومواقفهم، ليغسلوا أنفسهم وعارهم كي لا يتحملوا مسؤولية بين الناس وعند الله يوم القيامة.
أين الحماسة عند الدول العربية الغنية والدول الإقليمية التي ترفع راية الإسلام والمسلمين في بذل الأموال لدعم قضية فلسطين وتسليح فلسطين ومواجهة إسرائيل، لا نرى من حماسة، كانوا يذلُّون المقاومة الفلسطينية ويمنعون عنها الأموال إلا أن تقبل أن تكون تحت إمرة إسرائيل، فمن أعطى المقاومة هي إيران، من أعطى المقاومة في فلسطين هي سوريا، من دعم المقاومة في فلسطين هو حزب الله، هذا هو المحور المقاوم الذي دعم المقاومة في فلسطين. هذه الأموال التي تذهب اليوم لتدمير سوريا فليذهب منها شيء لإنقاذ فلسطين.
لقد اختار حزب المستقبل آكلي القلوب والأحشاء ونابشي قبور الصالحين وقاطعي الرؤوس من أجل أن يدعمهم ويكون معهم ويدافع عن مساراتهم، أنا أقول لحزب المستقبل: هؤلاء سيقلبون عليكم بعد حين، هؤلاء ليس لهم صاحب، لا تظنوا أنكم تديرونهم وتستفيدون منهم، قبلكم أناس فكروا بهذه الطريقة وانقلبت عليهم، واليوم أنتم تفكرون بطريقة خاطئة. لماذا يولول حزب المستقبل عندما يُهزم مشروع تدمير سوريا في بعض خطواته؟ ما الذي ستستفيدونه من تدمير سوريا؟ قلنا لكم مراراً وتكراراً أن الرهان على تدمير سوريا فاشل والرهان على إسقاط المقاومة فاشل، وإذا وعدتكم أمريكا أنها ستكون المنقذ فلتنقذ نفسها أولاً، فالمعادلة لا يمكن أن تكون إلا لصالح المقاومة والعزة والكرامة والاستقلال غصباً عنهم جميعا، وسنبقى في الميدان من الطفل إلى العجوز والمرأة والشاب وكلنا مقاومة في سبيل الله تعالى، إهتموا ببلدكم ومستقبل أولادكم، حرام عليكم ما تصنعون. على كل حال، الشتائم لا تصنع رجال المرحلة، بل تكشف عجزهم، وهذا الذي يخرج إلى الشوارع فيشتم ويتفنَّن في شتائمه، يظن أنه أديب يسمعه الناس، لكن هذه الشتائم تخرج من الوضيعين في القوم، الذين لا يملكون قدرة على إقناع الناس بالحق فيلجأون إلى هذه الشتائم، سنقول لهم ما قال الله تعالى "وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما" ولن ننزل إلى مستواهم، فلدينا كل النور فكيف نبحث عن الظلام، ولدينا كل الحق فكيف نلجأ إلى الباطل، ولدينا كل المعنويات فكيف نلجأ إلى هذا الإحباط الذي يعيشونه، واعلموا أن لا أحد في لبنان يملك صلاحية تصنيف الناسز
 هذا البلد ليس مزرعة لا لكم ولا لغيركم، ونحن نريد لهذا البلد أن يشترك كل الناس فيه وفي إعماره، لذا أنا أكرر اليوم: أيدينا ممدودة إلى شركائنا في هذا البلد على الرغم من كل ما فعلوه، فإذا أرادوا أن نعمِّر هذا البلد معاً فنحن حاضرون، وإذا أرادوا أن يستأثروا فهم يخرِّبون، أما نحن فلا نريد الاستئثار ونؤمن بضرورة مواكبة كل القدرات بما فيه مصلحة لبلدنا، فإذا أردتم أهلاً وسهلاً بكم، وإذا لم تمدُّوا اليد كما نمدُّها، فأمرنا إلى الله تعالى سنتحمل ونعمل، علّكم تعودون في يوم من الأيام إلى رشدكم، وسنحرص دائماً أن نكون شرفاء في إيماننا ومقاومتنا وجهادنا وعلى الله الاتكال.