(...) من المفيد أن نطل ولو بشكل سريع على ثلاث قضايا تحيط بواقعنا في التطورات الأخيرة ، لنستفيد من هذه الذكرى المباركة لوفاة الإمام الخميني(قده) واستشهاد السيدة الزهراء(ع) معلماً من معالم حياتنا ورؤيتنا لواقعنا العملي.
أولاً : نعتبر أن ميثاق الشرف الإعلامي الذي صدر عن لجنة الحوار هو خطوة إيجابية تدعم الحوار وتخفف من الاحتقان السياسي، ولطالما طالبنا بمثل هذه الخطوة من أجل افساح المجال أمام اللبنانيين ليناقش بعضهم بعضا بتقديم الأدلة والإثباتات والبراهين لا بإثارة الغرائز الطائفية والمذهبية وإيجاد التحريض الذي يفرق ويثير ويمنع الاستقرار الداخلي كما كان يحصل في الكثير من التصريحات التي تطلق جزافاً وتحفل بالشتائم وتغفل عن الحقائق التي يريد أن يعرفها اللبنانيون من أصحاب العلاقة، على هذا الأساس نحن نشجع هذا الميثاق الإعلامي ونتمسك به وندافع عنه وسنتابعه إن شاء الله تعالى، وهذا لا يمنع بطبيعة الحال حق الاختلاف فمن حق كل طرف أن يحلل وأن يبدي وجهة نظره وأن يناقش آراء الأطراف الأخرى ، لكن بتقديم الأدلة ومن دون شتائم وبالحديث الموضوعي عن وجهة نظره التي لا تقبل وجهة النظر الأخرى، لكن من دون إهانات ومن دون إثارة للمشاعر ، هذا أمرٌ طبيعي من أجل أن ننقل وضعنا في لبنان إلى وضع أكثر استقراراً على الأقل، هذه خطوة تساعد على تنفيس الاحتقان الذي كبر كثيراً وتشعب كثيراً في الآونة الأخيرة بسبب طريقة الأداء التي انتهجها بعض السياسيين.
ثانياً: نحن متمسكون بالحوار ونؤمن أن طاولة الحوار هي طريق إيجابي طبيعي للوصول إلى النتائج المتوخاة، وبطبيعة الحال لطاولة الحوار أسس فهي أولاًً مبنية على إبداء الآراء وثانياً مبنية على التوافق، على هذا الأساس لا يمكن أن نحمل طاولة الحوار أكثر مما تتحمل خارجا عن دائرة هذين العنوانين: الحوار والتوافق. وعندما ارتضى المجتمعون أن يجتمعوا على هذه الطاولة هذا يعني أنهم مقتنعون بأنها طريق طبيعي وسليم لمتابعة شؤوننا في لبنان، وكل من جلس على طاولة الحوار هو متمسك ومؤمن بأن هذا الطريق هو الطريق الوحيد المتاح، على هذا الأساس نحن منفتحون على الطاولة وعلى كل الأفكار التي تطرح، ونقول بوضوح : ليس لنا هدف من نقاش الاستراتيجية الدفاعية للبنان إلاَّ أمرٌ واحد أن يكون هناك حماية للبنان القادر على مواجهة التحديات والأطماع الإسرائيلية التي تنعكس على بلدنا احتلالاً وقتلاً وتوطيناً وتفجيراً وطلعات جوية ، ما نريده حماية بلدنا من إسرائيل بالأساليب التي تمكننا أن نكون مسلطين عليها لا بضمانات لا تسمن ولا تغني من جوع ولا بأساليب تعيدنا إلى مجلس الأمن أو إلى آخرين في الدول المستكبرة الذين لم يرعوا إلاً ولا ذمة ولا شيخاً ولا طفلاً ولا امرأة في فلسطين وفي منطقتنا .
ثالثا : ها نحن اليوم نجد المجازر المتتالية ضد الشعب الفلسطيني من قبل العدو الإسرائيلي مما يبرز وجود خطة لإبادة منظمة من أجل إرهاق الشعب الفلسطيني وإحباطه وتعطيل قدرته بالكامل على مرأى من مجلس الأمن والدول الكبرى، فبعض هذه الدول لم يستنكر ما حصل علماً أن المطلوب أن يجتمع مجلس الأمن بأسرع وقت وأن يضع حداً لإسرائيل وأن يفرض عليها عقوبات بحسب الفصل السابع ، هؤلاء في إسرائيل يقتلون الأطفال أمام رؤيا العالم، هؤلاء في إسرائيل يقومون بالمجازر بحق البشرية وبحق الطفولة وحق الإنسانية، هذه إدانة لكل العالم الذي لا يقف إلى جانب الفلسطينيين، وهذا درسٌ للبنانيين ليتعرفوا جيداً على طبيعة هذا العدو الإسرائيلي، ولكن ليعلموا أن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يستسلم بهذه الطريقة ، وأن المقاومة هي الحل الوحيد مهما كانت قدرة ومشروع إسرائيل وإن شاء الله سيكون النصر للمقاومة في كل مكان على عدو الله إسرائيل ومن معها.