أقام تجمع المعلمين المسلمين بمناسبة عيد المعلم ولتكريم 15 معلما ومعلمة بلغوا سن القاعد احتفالا تكريميا في قاعة الزهراء في مسجد الحسنين, حضره عدد من مدراء المدارس وحشد من المعلمين والمعلمات وبعض الفعاليات التربوية والمسؤول التربوي في حزب الله الحاج يوسف مرعي , وبعد تلاوة آيات من القرآن الكريم تحدث رئيس التجمع الاستاذ يوسف زلغوط ثم كانت كلمة لراعي الاحتفال نائب الامين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم جاء فيها :
أعلن حزب الله مراراً وتكراراً أنه يدعو إلى الحوار منذ أكثر من سنة ، وكان البعض يرمينا بتساؤلات عن الحوار ويعتقد أننا نتحدث عن الحوار لنؤجل الملفات الساخنة والعالقة كي لا نتورط على طاولة نُسأل فيها ونقف أمام الاستحقاقات التي ستواجهنا ، وإذ بهم يُفاجأون أنه بمجرد إعلان دولة رئيس مجلس النواب عن الحوار وتوقيت الحوار ، كان حزب الله وبشخص أمينه العام الأسرع للموافقة على مضمون الحوار ومكان الحوار والداعي إلى الحوار وبرنامج عمل الحوار ، فنحن المقبلون على الحوار ، ولسنا خائفين منه إذ نعتقد أن الحوار هو الطريق للمعالجة ، ونعتبر أن الحوار هو الذي يحلُّ لنا الكثير من المشاكل التي وقع فيها لبنان .
نحن طالبنا بالحوار وسنستمر فيه ، ونُعلن ارتياحنا الكامل لنتائجه ونعتبر أن ما تقرّر حتى الآن منسجم مع كل ما نطلبه ومع كل ما نفكر فيه ، ونحن مطمئنون إلى هذا المسار الايجابي و ندعو إلى أن يستمر هذا الحوار ، بصرف النظر عن حجم الموضوعات التي تُطرح في داخله، ومهما كانت الموضوعات فنحن نوافق على نقاش أية فكرة يراها المتحاورون مناسبة للنقاش ، فلا ممنوعات داخل النقاش ، ولا داعي لأن يُسجِّل البعض انتصاراً أنه ناقش في موضوع دون آخر ، فالحوار يعني أن تُفتَح كل المواضيع على مصراعيها ، ولا ضرورة لأية فترة زمنية محددة نأسر فيها أنفسنا بهذا الحوار ، بل هو مسار نتابعه ونُنجز فيه ما يمكن أن نُنجزه تباعاً .
هذا الحوار أنتج أربعة أمور من وجهة نظرنا :
أولاً - هو اعتراف صريح من كل الأطراف بفشل منطق الغلبة ونجاح منطق المشاركة بين الأطراف جميعاً من أجل صناعة الوطن .
ثانياً - فتح الحوار نافذة الفرص والحلول ، فهو بديل حقيقي عن المباريات السياسية والاعلامية التي كانت توتِّر البلد والتي يمكن أن تدفعه إلى الانهيار لو استمرت بصيغتها السابقة .
ثالثاً - أضفى حالة مريحة عند جميع اللبنانيين حيث حدَّّد نقاط الاتفاق ، وبإمكانه أن يؤسس عليها وكذلك حصر نقاط الاختلاف للمناقشة فيها بطريقة موضوعية تساعد على تذليل عدد لا بأس فيه من العقبات .
رابعا - أثبت الحاجة لنقاش موضوعات كثيرة مطروحة في الساحة وليس موضوعاً واحداً كما كان يظنّ البعض ، وقد سمعنا أن الحوار مطلوبٌ منه أن يُناقش مسألة المقاومة ، والواقع أن الحوار ناقش في كل شيء بما فيها المقاومة ، وسيستمر على هذا المنوال ، لأن الآخرين لهم مخاوفهم وأسئلتهم ، كذلك لنا أسئلتنا ومخاوفنا . كما يريدون الاطمئنان على واقع ومستقبل المقاومة في هذا البلد ، نريد الاطمئنان عن سيادة البلد واستقلاله عن السيادة الاجنبية وكيف يمكن أن يدار ، هذه أمور متبادلة تناقش على طاولة الحوار ، فطاولة الحوار هي طاولة نقاش كل شيء، ولذا ستُطرح موضوعات أخرى لم تُبحث في الجلسات السابقة ، سيُطرح الموضوع الاقتصادي والموضوع الاجتماعي ، وكيفية تطبيق اتفاق الطائف ، وماذا يقول المجتمعون عن إلغاء الطائفية السياسية ، وما هي الحالة التي سيكون عليها لبنان في طريقة إدارته، وفي معالجة أزمة الحكم التي نشأت عن تبادل الاتهامات ، وعن الواقع السلبي الذي أظهرنا أمام العالم بأننا مفكّكون لا نعمل على وتيرة واحدة . هذه كلها أسئلة ستكون موجودة على طاولة الحوار ، وبطبيعة الحال الأمور الأساسية والجوهرية هي التي ستُناقش أما بعض التفاصيل والجزئيات فمحلُّها المؤسسات الدستورية المختلفة ، ولكن هذه الطاولة تُساعد على رسم آفاق توحيدية تساعد على بقية الأمور .
نحن لا نقول بأن الحلول ستكون سهلة ويسيرة ولن تكون أيضاً سريعة وسلسة ولكن لو عالجنا بعض الأمور بالحوار ، فهذا انجاز كبير وهو خطوة وطنية كبيرة ومهمة ، وهي مساهمة إيجابية لمعالجة بعض المشاكل التي يعاني منها لبنان واللبنانيون، وقد أثبت هذا الحوار أنه عندما نجلس مع بعضنا دون أن نلتفت إلى الآخرين ، ودون أن نستمع إلى نصائحهم ، فإن بإمكاننا أن نفهم على بعضنا ، وأن نحاور بعضنا بعضا بكل موضوعية . في الحوار أدلة وإقناع أما في الاعلام عناوين لا تفهم مضمونها في الكثير من الحالات ولا تعلم الهدف منها ، في الحوار يمكن أن نقرِّب المسافات من بعضنا بعضا ، ولا يوجد استعراض أمام الكاميرات لابراز مستوى النقاش والموقف ، وهذا يساعد في الوصول إلى حلول.
نسمع بين الحين والآخر كلاماً عن العودة إلى الضمانات الدولية لحماية لبنان ، سمعنا عن المشكلة التي حصلت في فلسطين ، حيث كان هناك التزام أمريكي بريطاني دولي بحماية سجن أريحا ، للتأكد من أن السعدات ومن معه محجوزون ولم تُخرجهم السلطة الفلسطينية إلى أهلهم وأحبتهم على قاعدة الاتهام بقتل وزير اسرائيلي ، وإذ باتفاق بين اسرائيل وأمريكا وبريطانيا ينسحب المراقبون وتدخل اسرائيل إلى أريحا المحررة، وتقتحم السجن وتضرب الضمانات الدولية عرض الحائط ، والأسوأ من هذا تُعلن اسرائيل بوضوح أن العملية متَّفقٌ عليها بالكامل مع أمريكا وبرطانيا ، ولا تردّ أمريكا وبريطانيا إلا بالتأكيد على حقِّ اسرائيل ، أين هي الضمانات الدولية ، فسجنٌ صغير فيه عدة أفراد لم تضمنه الدول الكبرى ولم تلتزم به ، فكيف إذا تحدثنا عن ضمانات كانت في صبرا وشاتيلا وحصلت المجازر ، وعن ضمانات كانت موجودة في قانا وحصلت مجزرة قانا ، وعن ضمانات تُعطى من هنا وهناك ، ثم ينقلبون عليها ، ألا تذكرون ضمانات البوسنة والهرسك اغتُصبت النساء وقُتل الاطفال والرجال وحصلت المجازر الكبرى برعاية الضمانات الدولية ، هؤلاء لا ضمان لهم ولا أمان لهم ، إنما يبدأون بالخطوة الأولى في تجريدنا من قوتنا لترتاح اسرائيل ، ثم يمرِّرون فترة زمنية لنتطبَّع مع هذا الواقع الجديد ، وفي المرحلة الثالثة تعود اسرائيل لتسيطر من دون أخلاق ، ومن دون رعاية لحقوق الانسان ، لو تُرك هؤلاء المقاومون من دون ضمانات دولية لكان أشرف وأعظم وأفضل ولما تمكنت اسرائيل لا أن تدخل إلى سجن أريحا ولا إلى غيره.
هذه الضمانات التي يُحدثوننا عنها في لبنان ، يقولون لنا اتركوا سلاح المقاومة وسلِّموه ، ونحن نضمن لكم أن لا تدخل اسرائيل إلى لبنان ، وأن لا تنتهك الاجواء ، من الذي يضمن ؟ أمريكا ! فحاميها حراميها . نحن لا نؤمن بهذه الضمانات الوهمية ، جربنا مراراً وتكراراً ، وتعلمنا من تجارب الآخرين ، فتبيَّن لنا أن الضمانة الوحيدة في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية ، أن نكون أقوياء ندافع عن أنفسنا ونمنع اسرائيل من أن تُحقِّق شيئاً كما تريد ، هذه هي الضمانة .
هذا ليس أمراً فلسفياً ، هناك من لا يقبل أن يكون لبنان قوياً بأبنائه أو بعض أبنائه لحماية الوطن بأكمله ، هذه قناعاته ، سنناقش هذه القناعات ، لكن سنقول أن كل شيء تريدون الاستغناء عنه ، نريد بديلاً عنه ، ونحن حاضرون مهما كان الثمن مؤلماً، لسنا هواة لحمل السلاح ، نحن هواة كرامة وعزة ومكانة ، نعم نحن نعترف أننا هواة استقلال وتحرير ، وهواة أن نرفع رؤوسنا ، ولا نقبل أن لبنان الضعيف الذي يشفق عليه بعض من في العالم ، بل نريد لبنان القوي الذي يعطي للعالم دروساً لا ينساها أبداً كما أعطت المقاومة الاسلامية وكما أعطى شعب لبنان .