ومما جاء فيها:
هناك أربعة مؤشرات تطبع هذه المرحلة التي نحن فيها:
المؤشر الأول: لا يوجد ما يشير إلى تعطيل مسار اتفاق الدوحة، على الرغم من بعض المفرقعات الإعلامية والسياسية والانتخابية التي تصدر من هنا وهناك، لأن الظروف الإقليمية والدولية بحالة غيبوبة، ولأن الوضع الداخلي في لبنان وصل إلى محل لم يعد الأطراف قادرين على إجراء تغييرات في المعادلة وكلهم بانتظار الانتخابات النيابية القادمة، ولذلك المرحلة التي نحن فيها مرحلة تهدئة سياسية، والحمد لله نحن راضون ومرتاحون لمسار اتفاق الدوحة بكامل بنوده مروراً ووصولاً إلى الانتخابات النيابية وبعد الانتخابات النيابية أن يكون خير على لبنان.
المؤشر الثاني: عندما حصلت التهدئة السياسية بدأنا نسمع عن كشف شبكات إسرائيلية وإرهابية، ما يعني أن أهم ثمار ومنافع التهدئة هي كشف هذه الشبكات الإسرائيلية والإرهابية إذ أن الانصراف أصبح للأخطار بدل أن يكون الانصراف للمشاكل الداخلية التي توتر الأجواء وتستهلك الطاقات والقوى الأمنية في غير المحل الذي يجب أن تكون فيه، دور القوى الأمنية أن تحفظ المواطنين اللبنانيين من الأعداء، دور القوة الأمنية أن تعمل على كشف شبكات التخريب الأجنبية والإسرائيلية، ولا يجوز أن يكون دورها محصوراً بفك الاشتباكات بين اللبنانيين، آن للبنانيين أن يكون لهم مواقفهم المتباينة ولكن بطريقة سياسية وفق القواعد الدستورية.
المؤشر الثالث: الانتخابات النقابية والطلابية التي تجري حالياً ليست مؤشراً بنتائجها على نتائج الانتخابات النيابية القادمة، فرح من فرح وحزن من حزن، لأن الانتخابات النقابية والطلابية هي انتخابات محصورة في أماكن لها طابع معين، ليس من المعقول مثلاً أن ينجح في الضاحية في الانتخابات الطلابية في ثانوية الغبيري جماعة القوات اللبنانية! فهل نقول أننا ربحنا على القوات اللبنانية فهم غير موجودين هناك، وليس من الطبيعي أن يكون هناك مكان في بلدة معينة لها سيطرة للقوات اللبنانية أن نربح نحن، لذلك بالنسبة إلينا النجاح أو عدمه في الانتخابات النقابية أو الطلابية التي تحصل الآن هي عبارة عن فرح جزئي أو حزن جزئي ، لكن هذه لا تؤشر على الانتخابات النيابية التي تكون شاملة وتضم كل الأطراف، وعندها يمكن أن نجمع هذه الغلة فنعرف من ينجح ومن يخسر، وعلى كل حال نحن بانتظار هذه الانتخابات والحمد لله تعالى أن الطرفين من المعارضة والموالاة يتأملون بأخذ الأكثرية، وهذا يشجع على أن نخوض الانتخابات النيابية.
المؤشر الرابع: أن قوة لبنان ضمانة بمواجهة الاعتداء والخطر الإسرائيليين، وبالتالي يجب أن نبقى متمسكين بقوة لبنان بجيشه وشعبه ومقاومته، وهذا ما يجعل حاجزاً يمنع من الوصاية الأجنبية أيضاً واستغلال لبنان واعتبر أن كل الأطراف الخارجية تعبت من لبنان وهذه من أكبر النعم أن المقاومة أتعبت الآخرين وأمَّنت الفرصة حتى يعمل اللبنانيون لخياراتهم. ولنترك صناديق الاقتراع تقرر ويختار الناس ما يريدون.