طمأن نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم من يعنيهم الأمر بأن الواقع التنظيمي لحزب الله في أفضل أحواله من الإنسجام التام بين القيادة والكوادر في الصف الأول والقاعدة، وبالتالي لا يوجد أي خلاف تنظيمي أو إشكالات داخلية بل الكل منصرف للمزيد من الإستعداد وإبراز عوامل القوة مضيفاً أن ما يتحدثون عنه من خلافات وانشقاقات هو مجرد رغبات لا قابلية لها للتحقق.
,قال الشيخ قاسم بأن بعض المراقبين من كل أنحاء العالم لاحظ ان الإنجازات الكبيرة لحزب الله تزداد يوماً بعد يوم والإنتصارات تتحقق بفعالية وأن بنية الحزب التنظيمية قوية ومتينة ويتفاعل معه مناصروه ومحبوه بشكل كبير وأن سمعته في المنطقة العربية والإسلامية وحجم التأييد الذي ناله بلغ مبلغاً عظيماً فأراد بعضهم أن يثير بعض الشائعات والقلاقل لإيجاد بلبة في صفوف الحزب وأنصاره وهذه محاولات يائسة.
أضاف: بأنهم عندما تحدثوا عن محاولة إغتيال سماحة الأمين العام لحزب الله وأنه مبتعد عن اللقاءات الإعلامية بسبب هذه الحادثة إنكشف سريعاً كذب هذا الإدعاء من خلال الظهور المباشر لسماحته عبر قناة المنار وكانت الضرورة للظهور أبلغ من عدم الإهتمام بتلك الشائعات التي انتشرت إنتشاراً واسعاً من خلال التحريض الإعلامي السياسي للأجهزة الإستخبارية الأميركية والإسرائيلية فكان لا بد من قطع دابر هذه الحملة بإعطاء الدليل الجلي من خلال ظهور سماحة السيد.
وأكد الشيخ قاسم بأن هذه المسيرة موفقة ومسددة ومتماسكة ولا تهزها مثل هذه الإدعاءات والأقاويل وأن من يحاولون الإساءة لحزب الله إنما يحاولون التحرش بنا حتى نرد عليهم ولأنهم ابتعدوا عنا وهم يعتقدون بهذه الطريقة أن يلحقوا بنا وأن المقاومة وصلت إلى مرتبة عالية جداً في نظر اللبنانيين والأمة بشكل عام ومن يلحق بها ويناصرها هو من سيربح ومن يلجأ للخيارات الأخرى المعادية لها سيزداد فشلاً على فشله لأنه تبين من خلال الخيارات المتعددة التي قسمت اللبنانيين أن خيار المقاومة هو الأنجح والذي يحقق الانتصار وتحرير الأرض والعزة والكرامة مضيفاً بأن خيار الوصاية الأميركية والهيمنة الإسرائيلية لا يمكن أن يكون خياراً ناجحاً بل سيسقط لأن الشعب والمقاومة والجيش يريدون خيار العزة والكرامة والمقاومة.
تابع سماحته أن هذا زمن الإنتصارات بعد أن انتصر لبنان في تموز العام 2006 بشكل ساحق مما اضطر إسرائيل للإعتراف أمام العالم من خلال لجنة فينوغراد والإستقالات في المستويات السياسية والأمنية والعسكرية ومن خلال الإحباط الذي ساد إسرائيل وإلى اليوم لا زالت تداعيات الهزيمة متواصلة وإشراقات الإنتصارات لحزب الله متتالية في تأثيرها وصلابتها ومكانتها.
وأكد الشيخ قاسم بأن شمس الإنتصار لا يحجب ضياءها المنكرون لها فهي ساطعة ومن لا يراها فهذه مشكلته أما الذين يرون يدركون تماماً أن لبنان لم يكن ليأخذ هذا الموقع العظيم لولا مقاومته وجيشه وشعبه في خط الجهاد ومواجهة إسرائيل.
نائب الأمين العام لحزب الله لفت أن كل المؤشرات واستطلاعات الرأي والأدلة تشير إلى أن المعارضة ستحصل على الأغلبية النيابية وهذا الأمر ليس جديداً والصورة واضحة لدينا منذ انعقد إتفاق الدوحة مضيفاً بأن ضخ الأموال لتغيير معادلة الإنتخابات لن ينفع لأنها تؤثر على ضعاف النفوس وهم قلة والمأجورون بالمال لإعطاء أصواتهم لا يعول عليهم لبناء لبنان وهؤلاء بالأصل خارج حساباتنا الإنتخابية.
وقال بأنه إذا ظن البعض أنه يمكن أن يربح الإنتخابات بالأموال فهو واهم لأنه تفسد الناس وتشق طريقاً خاطئاً في التربية والتوجيه وتغرر بضعاف النفوس مضيفاً بأن في لبنان مواقف شريفة وهناك خيارات ونحن نحترمها سواء كانت معنا أو ضدنا شرط أن لا تتأثر بالمال لأن من يكون خياره مبنياً على الرشوة فهو لا يستحق صفة ناخب أمين وصالح وهذا من فساد المال الإنتخابي.
وأكد الشيخ قاسم بأن نتائج الإنتخابات ستكون جيدة خاصة وأن شعبنا تعود أن يعطي ويضحي وواثقون أن هؤلاء المضحين سيعطون أصواتهم لمن يكون أميناً على قيادة البلد بطريقة صحيحة.
واعتبر أن كل الأجواء الإقليمية والدولية تساهم في عملية التهدئة الموجودة في لبنان لأن المشاريع الخارجية تحطمت على صخرة لبنان المقاوم فلم يعودوا يستطيعون أن يفعلوا شيئاً من الخارج فأميركا وإسرائيل وبعض الجهات العربية عندها مشاكلها.
ورأى الشيخ قاسم بأن الجميع أدرك في الداخل أن الطريق الطبيعي هو الخلاف المشروع وفق القواعد الدستورية المعروفة وليختر الناس من يشاؤون مضيفاً بأننا نقبل بكل خلاف سياسي وأي نتيجة إنتخابياً على أن لا يكون الأمر مرتبطاً بالحسابات الخارجية وقد أصبحنا منذ اتفاق الدوحة أصبحنا أمام فترة إلزامية لا يستطيع أحد أن يتجاوزها إلى الإنتخابات النيابية التي تراهن عليها كل الأطراف خاصة وأنه لا توجد خيارات أخرى إقليمية ودولية لعدم وجود مقومات لها.
الشيخ قاسم لفت إلى أن لبنان لا يمكن أن يقوم إلا بتعاون جميع الأطراف وإذا فوجىء البعض بالمصالحات التي حصلت واعتبر أن حجم الخلاف يدعو إلى عدم المصالحة نقول له بأننا مواطنون نعيش على أرض واحدة ومن المفروض أن ننظم خلافاتنا وأن تبقى علاقاتنا في إطار الخلاف السياسي واختيار الناس ولا يجوز أن تنتقل للفتن والإستعانة بالأجنبي وتفضيل القوى الخارجية على قدراتنا الداخلية.
وأكد بأننا كحزب الله نؤيد تقوية ودعم الجيش اللبناني بالسلاح والعتاد ونعلم بأن أميركا تعطي القليل الذي لا يؤدي إلى جيش قوي يواجه إسرائيل مضيفاً بأننا سنعمل بكل قدراتنا لنقنع شركاءنا في الوطن لكي يقدموا الدعم الكافي للجيش اللبناني ليتصدى للعدو والمشروع الإسرائيلي وهذا يطمئننا ويريحنا ولا يزعجنا أو يخيفنا لأننا في النهاية نريد أن تسقط إسرائيل في مشروعها وأن يعود الفلسطينيون لبلدهم ويسترجعوا أرضهم المحتلة من البحر إلى النهر وهذا الهدف قابل للتحقق إنما يحتاج لصبر ووقت.
ورأى الشيخ قاسم بأن أميركا تتهاوى في العالم ويصيبها الفشل في كل زمان ومكان ولا نستطيع أن نحصي هزائمها الثقافية والسياسية والإقتصادية فهي تخسر مواقعها في العالم ولم تستطع عسكرياً في العراق وأفغانستان من أن تفعل ما تريد وسقط مشروع ديموقراطيتها الإلزامية واليوم تنهزم إقتصادياً وهذه هي الدعامة الأخيرة وستكون لها تداعيات تفصيلية لأشهر وربما لسنة أو سنتين وهي مقدمة لإنهيار حقيقي لأن البناء الإقتصادي الأميركي قائم على وهم القدرة وليس له تغطية إلا سمعة وسلطة ومكانة أميركا والتي عندما تهتز بشكل تدريجي فإن إنهيار الواقع الإقتصادي الأميركي سيكون الخطوة التالية لإنهيار الواقع المالي الأميركي مضيفاً بأن من يعول على أميركا سيلحق بها من فشل إلى فشل.