وهذا يعني أن المشكلة ستبقى طويلاً بسبب أدائهم، هم يعملون على رفض المشاركة، وقالوا سابقاً المشكلة بالمحكمة ثم تقررت المحكمة وبقيت المشكلة، وقالوا المشكلة بالاتفاق على رئيس الجمهورية فاتفقنا على رئيس للجمهورية هو العماد سليمان وبقيت المشكلة، وقالوا المشكلة بوجود الثلث الضامن الذي يستقيل فيعطِّل أعمال مجلس الوزراء، فأعطينا ضمانات بعدم الاستقالة ولم يقبلوا وبقيت المشكلة، في المقابل قدَّمنا حلولاً للمعالجة: قلنا لهم ضعوا عنوان المشاركة واختاروا الطريق الذي تريدونه، تريدون أن تكون المشاركة على أساس نسبة التمثيل النيابي في المجلس النيابي نحن نقبل، لنا 13.6 ولهم 16.4، أو على أساس التمثيل الشعبي فلا مانع لدينا ، نحن كمعارضة نمثل حوالي ثلثي الشعب اللبناني وهم يمثلون الثلث، أو نجرّب الاستفتاء لأن المعادلات تغيَّرت بحسب وجهة نظركم فنحن حاضرون، ومن يكون له حصة أكبر يأخذ القرار النهائي، ونحن نسلم وأنتم تسلمون فلم يقبلوا، وقلنا لهم: قدِّموا موعد الانتخابات النيابية من دون أن نلجأ إلى الاستفتاء فلم يقبلوا، لأنهم يخافون إذا جرت الانتخابات النيابية المبكرة أن يفقدوا هذه الأغلبية التي كانت بسبب اتفاق سياسي وليس لهم أي جميل فيها ، فضلاً على أنه يوجد طعن بعشرة نواب لم يفضّ النزاع فيهم المجلس الدستوري، تعالوا نشكل حكومة انتقالية من أجل أن تكون معبراً إمَّا للانتخابات وإما لوضع الحلول وتكون متناسبة مع المشاركة أيضاً لم يقبلوا. لم نقل لهم شيئاً فيه مشاركة وقبلوه، وكل ما يريدونه هو عدم المشاركة.
أصبح واضحاً بالنسبة إلينا أن رفضهم للمشاركة له سببان: الأول: الرفض الأمريكي لإشراك المعارضة في القرار السياسي الداخلي لأن أمريكا تطمح في أن تكون وصية على لبنان وأن تدير مجموعة من أزمات المنطقة من بوابة لبنان، وأن تجعل لبنان آمناً لإسرائيل، وأن تقرر فيه التوطين، وبالتالي أمريكا تحمل مشروعاً متكاملاً للبنان تعتقد أن المعارضة تعيقه، بينما فريق 14 شباط مستعد للالتزام به إذا لم نقل أن الاتفاقات موجودة لكن لم يحصل التنفيذ بعد.
والسبب الثاني: وجود فئة من جماعة 14 شباط ليس لهم دور فعلي في لبنان إلاَّ إذا وقفوا بوجه المشاركة، وبالتالي استعانوا بالضغوطات الدولية والأجنبية والأمريكية ليكون لهم حضور في لبنان.
على هذا الأساس إذا استمر هذان العنوانان فالأزمة ستطول بسبب جماعة الموالاة، أمَّا بالنسبة إلينا فنحن صابرون ، وسنبقى نعمل لمصلحة المشاركة ، وليعلموا أن المشاركة هي الطريق الوحيد للحل ولا يوجد طريق آخر، جرَّبوا لأكثر من سنة وعدة أشهر ولو جربوا سنة وعدة أشهر أخرى فلن يصلوا إلى نتيجة، لذا عليهم أن يذعنوا وأن يعترفوا بأن شركاءهم في الوطن لهم حق كما هم لهم حق.