النموذج الذي قدمته المقاومة الإسلامية هو نموذج حسيني، ولا نستحي أننا أبناء الإمام الحسين(ع) ، إلى جانبه كان النموذج الزينبي موجود من خلال أمهاتنا وأخواتنا وزوجاتنا ، وكيفية تأديتهم في المعركة، وكيفية التصدي الإعلامي في بعض المقابلات والاستفتاءات التي كانت تحصل في أثناء المعركة.
هذا النموذج للمقاومة الإسلامية أذهل الأعداء وعلى رأسهم أمريكا، وجعل أمريكا تفكر ليل نهار كيف تقضي على هذا الخط وعلى هذا الاتجاه الإسلامي الأصيل، بعد أن أعيتها الحيلة في المسألة العسكرية ولم تنجح، فارتأت أن تواجهنا سياسياً في الداخل اللبناني، من خلال جماعتها، ومن خلال الهرطقات المعروفة على الطريقة اللبنانية، ولعلمكم نحن لا نريد في لبنان لا مركز ولا منصب ولا زعامة ونيابة، نحن نريد في لبنان أن نعيش أعزة بإيماننا وتقوانا وأن نربي أطفالنا وأولادنا على حب الاستقامة وعلى المنهج السليم، ونريد أن نكون أعزة لا نسلم بلدنا لأحد، ولا نسمح لوصي أن يأخذ مكاننا لأننا مؤهلون بأن نحكم أنفسنا على طاعة الله جلَّ وعلا.
هذا أمر غريب في الفهم الاستكباري والفهم الغربي ، لأنهم لم يجدوا من هذه الحالة، والآن أحد أهم المواجهة للمقاومة الإسلامية ولحزب الله أنهم لا يريدون لهذه التجربة أن تنتشر، ولا يريدون لهذه التجربة أن تعطي إلهاماً للمستضعفين في الأرض، لا يريدون لهذه التجربة أن تحرجهم في أماكن مختلفة من العالم، ولكن أبشركم وأطمئنكم هذه التجربة كتب الله لها أن تنجح وأن تكون منارة هدى في جميع المقاومات على هذه الأرض، وبالتالي لا تستطيع لا أمريكا ولا غيرها أن تمنعها وأن تقمعها ، هي في القلب والعقل ، هي مع محمد وآل محمد(ص).
لذلك نقول لهم: لا تتعبوا أنفسكم، إذا كنتم تفكرون أنكم تضيقون علينا لنتنازل عن حقوقنا وعن عزتنا وعن تحرير بلدنا واستقلالنا فهذا أمر بعيد، يمكن أن يتحقق مع غيرنا ولكن لا يتحقق معنا، وكل النقاش الدائر حول عدد الوزارات في الوزارة الجديدة، وحول السلة الواحدة، ليس مبنياً عندنا على قاعدة الحصة التي سنحصل عليها كحزب الله، بل الأمر مبني عندنا على عدم تنفيذ القرار السياسي للضغوطات الأجنبية التي يمكن أن تتحكم من خلال قنوات معينة منها ما رأيناه في الأحداث التي جرت في تموز سنة 2006 حيث كان مجلس الوزراء معبراً للسياسات والمواقف التي أضرت بنا، ونحن نريد أن تكون السياسات منسجمة مع عزتنا وكرامتنا.