ومما جاء فيها:
يواجه لبنان اليوم مؤامرة المحكمة الخاصة، وأقول لبنان يواجه لأن المحكمة الخاصة ليست ضد حزب الله فقط وإنما ضد استقلال لبنان، وهي تريد أن تسخر هذا البلد لخدمة المشروع الإسرائيلي، ولعلَّكم أطلعتم على بعض وثائق ويكيليكس التي تفضح وتُبيِّن طبيعة المشروع الأمريكي في كل المنطقة، الذي يريد أن يقهر شعوبها لمصلحة السيطرة ولمصلحة إسرائيل.
نحن نعتبر أن قرار إنشاء المحكمة من البداية كان يستهدف لبنان وسوريا والمقاومة، وهذا ما كشفته الأيام، وكشفته المذكرات التي كتبها بوش وغير بوش في فرنسا وبريطانيا، ما يعني أننا أمام مؤامرة حقيقية على لبنان، علينا أن نوجه هذه المؤامرة وأن منعنها، وأن نضع حداً لها.
آخر ما تفكر به أمريكا اليوم هو كشف المجرمين الذين قتلوا الرئيس الشهيد الحريري، لأنهم يعرفون المجرمين، وهم يخبئونهم عن الأنظار، وهم الذين تآمروا من أجل أ، تحصل هذه الجريمة، وقد كشف سماحة الأمين العام القرائن التي تدين إسرائيل، ولكنهم لم يقبلوا البحث بها أو الدخول إليها، أو محاولة السؤال حولها، لأن اتجاه المحكمة مخصص للقضاء على حزب الله، ولإرباك لبنان وسوريا، وليس مخصصاً لكشف الحقيقة أبداً، حتى إذا قرأت إجراءات المحكمة وقانونها تجدون أن لبنان هو البلد الوحيد الملزم بالتعاون مع المحكمة بالكامل، ولا إلزام لأي دولة في العالم أن تتعاون مع المحكمة، لذلك عندما طلب بلمار أن تساعده أمريكا ببعض الأدلة، وطلب أن تساعده إسرائيل وتعطيه الصور الجوية التي كانت أثناء الاغتيال، فلم يستجب له أحد، هذا على الأقل ما تقوله وزارة أمريكا، حتى بشكل ظاهري لم يقبلوا التعاون معه، لأنهم إذا تعاونوا معه بشكل ظاهري يمكن أن يظهر شيء من هذه المعلومات يخص الجريمة وتخدم في النهاية مشروع إدانة إسرائيل ومن وراء إسرائيل.
اليوم المطلوب هو أن نعمل من أجل هذه المشكلة التي تخص لبنان بأكمله، لنقوم بجردة حساب: ماذا خدمة المحكمة ومقدماتها لبنان خلال السنوات الخمس الماضية؟ كل التوترات والمشاكل وعدم الاستقرار السياسي وسقوط الحكومة وما جرى إلى إتفاق الدوحة، والهجوم الإسرائيلي والاعتداء على لبنان في تموز 2006، كل هذه الأمور التي حصلت هي جزء من مخطط المحكمة التي يجمع كل هذه العناوين، حتى إذا اطمئنوا بأنهم ضرب المقاومة بأحدها، يستغنون عن الآخر، ولكن عندما فشلوا في كل شيء لا زال لديهم هذا الأمر ليستخدموه ضد المقاومة، ومن أجل أن يضروا بمكانة لبنان وقته وقدرتها.
هذه ليست محكمة لكشف الحقيقة، فتشوا على طريق آخر لكشف الحقيقة، إذا لم يبدأ التحقيق من إسرائيل ومع إسرائيل لا حقيقة، إذا لم يبدأ التحقيق من شهود الزور ومن صنَّعهم ومن دفع لهم، ومن أواهم، ومن غطى عليهم، لا حقيقة، إذا لم يحسم مجلس الوزراء خياره بكل جرأة وشجاعة ويحيل هذا الأمر على المجلس العدلي أو يتخذ أي قرار، فإننا لا نكون قد بدأنا بكشف الحقيقة على الإطلاق، البعض يقول بأنهم متخوفون فإذا ذهب ملف شهود الزور إلى المجلس العدلي سيتأخر القرار الظني، وإذا تأخر القرار الظني، وإذا تأخر فهل هو مقدس! فعلى الأقل شهود الزور إذا كشفناهم وكشفنا من وراءهم تتبين الحقيقة، عندها نحمي القرار الظني من أن يكون منحرفاً.
أمَّا الآن هذا القرار الظني قرار تآمري ومنحرف لا أساس له ولا صحة له، فلماذا لا تريدون الدخول في هذا المسار؟ مما تخافون من أن يكون ملف شهود الزور في المجلس العدلي؟ من الذي يمنع أن يتحول إلى القضاء اللبناني؟ مع العلم أنكم تعتبروا أن مسار القضاء يؤدي إلى العدالة، ونحن نقول لكم بأن هذا المسار نقبل به، ومع العلم أننا لا نملك شيئاً في المجلس العدلي ولا في القضاء اللبناني، ولا نعمل سياسة في هذا الأمر، ولكن نريد على الأقل من يحرك هذا الملف بالاتجاه الصحيح ولو بخطوات معينة، لأنه ما أن تطل رأس شاهد الزور، إلاَّ وتنفتح طريق الحقيقة نحو المتآمرين والقتلة والمجرمين، وهم يعرفون ذلك، ولكن ليبدأوا هذا المسار.
هل تظنون أن شهود الزور إذا أحضروا إلى السجن وأصبحوا في القضاء ولم يعودوا موجودين في الأوتيلات ويتقاضون رواتب شهرية سيبقون على سكوتهم؟ لا، عندما يصبحوا في التحقيق سيبدأون بالكلام من أول جلسة ومن دون ضربة كف أو إهانة، لذلك هم خائفون لأنهم يؤمِّنون الحماية لهم، هذه من الأسرار التي يخبؤونها ويخافون منها لأنه فيه المعاصي لله تعالى.
نحن كحزب الله نصرخ كثيراً لنحذر من خطر المحكمة على لبنان، من أجل أن نتفادى هذا الأمر، وإذا فكر أننا سندفع ثمناً كبيراً نخشى منه ولذلك نحن نواجه تآمر المحكمة؟ أقول لكم: لن ندفع إن شاء الله، ونحن مرتاحون على وضعنا، نعرف أننا غير معنيين بالاتهام ولا بالإدانة، ورؤوسنا مرفوعة، وأي اتجاه للمحكمة سينعكس سلباً على غيرنا وليس علينا.
الحمد لله نحن واثقون مما نفعل، وواثقون بأن خياراتنا هي خيارات صحيحة، وبالتالي علينا أن نصبر، وأقول لهم: من أراد منع الفتنة لا يكفي أن يخطب ضد الفتنة، فللفتنة مساراتها العملية، إذا لا يستطيع أحد أن يسير في المسارات العملية للفتنة ثم يقول أنا لا أريد فتنة، عليه أن يقلع البيئة التي تؤمن استغلال الآخرين للفتنة، هذا ما نفعله، ونأمل أن يفعله الآخرون.