الموقف السياسي

الكلمة التي ألقاها في الليلة السادسة من ليالي عاشوراء 1434 هـ في منطقة الأوزاعي في 20/11/2012

ما يحصل اليوم في غزة إنجاز كبير لكل محور المقاومة

ومما جاء فيها:

اليوم معارك غزة فصل جديد من فصول المواجهة مع العدو الإسرائيلي، أرادت إسرائيل من خلال هذا العدوان الأخير، أن ترسم معادلة ردع جديدة في داخل فلسطين، تؤدي إلى أن تقتل إسرائيل وأن تصفي القيادات الفلسطينية من دون ردة فعل من المقاومة الفلسطينية البطلة الشريفة، ولكن فوجئت إسرائيل أنهم عندما قتلوا القائد الجعبري وقصفوا بعض المراكز، انطلقت صواريخ فجر 5 لتصل إلى تل أبيب، وانطلقت صواريخ أخرى لتطال عدة مستوطنات وأماكن في جنوب فلسطين، ووصلت إلى قطر حوالي 70 إلى 80كلم من غزة، وهذا يحصل لأول مرة في داخل فلسطين، لأول مرة تصل صواريخ المقاومة الفلسطينية إلى القدس وإلى تل أبيب، ولأول مرة يبرز أن الردع الإسرائيلي محدود جداً، بل هو أضعف من أن يكون قادراً على فرض معادلة جديدة، وبدأ الإسرائيلي يهول من أنه سيقوم باجتياح بري من أجل أن يضغط على الفلسطينيين، ولكن أجابته المقاومة الفلسطينية والمجاهدون الشرفاء هناك بأنهم سيستمرون في القتال حتى النصر أو الشهادة، فوقعت إسرائيل في حيرى، الآن إسرائيل هي التي تبحث عن الحل.
 قرأت أن إسرائيل تشترط أن لا تطلق عليها صواريخ مقابل أن لا تقتل القيادات، هذه ليست معادلة جديدة، بل هي معادلة كانت موجودة، إذاً ماذا جنت إسرائيل من هذا العدوان؟ جنت أمراً واحداً، هو أن قدرة الردع الإسرائيلية اهتزت في داخل فلسطين، ولا تستطيع إسرائيل أنها ترعب الفلسطينيين أو تفرض شروطها أن تقوم بما تريد، يستطيع الفلسطينيون الآن أن يقولوا بأن مقاومتهم استطاعت أن تضع حداً لإسرائيل وأن تمنعها من تحقيق أهدافها ومن الوصول إلى ما تريد.
 ما يحصل اليوم في غزة إنجاز كبير، إنجاز ليس للفلسطينيين فقط إنما إنجاز لكل محور المقاومة، لأن أي انتصار للمقاومة في لبنان وفي فلسطين في أي موقع من المواقع هو انتصارٌ لكل المحور، وأي حصار للمقاومة في لبنان أو في فلسطين هو حصار لكل المحور، لذلك عندما يُقال أن الفلسطينيين ربحوا هذا يعني أن حزب الله ربح، وإيران ربحت، وسوريا ربحت، وكل من يؤمن بالمقاومة من شعوب المنطقة العربية والإسلامية هؤلاء ربحوا، كما ربح الجميع عند هزيمة إسرائيل في عدوان تموز 2006، وكما ربح الجميع في صد عدوان إسرائيل على غزة في سنة 2008 – 2009، اليوم تستطيع كل القوى والجهات التي تسير خلف المقاومة وتؤيدها أن تقول بأنها ربحت مع المقاومة، لأن هذه المقاومة الشريفة عندما تربح إنما تربح من أجل الحق، ويربح معها كل داعمي الحق.
 إن ما يحصل في غزة هو نموذج، نموذج عن العدوان الإسرائيلي الذي لا يحتاج إلى ذريعة، وتعلمون كيف بدأ العدوان، إسرائيل كانت تقول بأنها غداً ستثبت الهدنة وسنرى ما هي التفاصيل التي تساعد كي لا يكون هناك توتر بين غزة ومحيطها، تبيَّن أنهم كانوا يخدعون الفلسطينيين حتى يطمأنوا أن الغد هو موعد تطبيق هدنة أو حالة من الرخاء، وإذ بهم يبادرون بقتل الشهيد القائد الجعبري، ويقومون ببعض الاعتداءات، هذا دليل على أن إسرائيل لا تحتاج إلى ذريعة لتعتدي، وقيام إسرائيل بالأصل قائم على العدوان والاعتداء والاحتلال، لذلك عندما تجد أن الوقت مناسب لها لتعتدي تعتدي ، ولكن الحمد لله تعالى هنا فكرت إسرائيل أن مصلحتها أن تعتدي في غزة فوقعت بالفخ، وفوجئت بردود الفعل، لذلك اليوم أي حل سينتج سيكون لمصلحة المقاومة الفلسطينية المجاهدة، لأنهم في الواقع فرضوا على إسرائيل خطوات لم تكن إسرائيل معتقدة أو مقتنعة بها.