نحن نعتبر أن ثلاثة أمور جوهرية ضرورية لاستقرار لبنان:
1- أن يكون لبنان قوياً ليكف يد إسرائيل عن العبث به ساعة تشاء، وليكف يد الدول الكبرى والدول الإقليمية أن تعبث في لبنان ساعة تشاء، وبالتالي قوة لبنان معبرٌ إلى الاستقرار، كما كان ضعف لبنان معبراً إلى عدم الاستقرار وإلى استخدامه كساحة للآخرين، اليوم مع لبنان القوي نحن في بلد ولسنا في ساحة، والذين يحاولون الدخول إلى ساحتنا يصطدمون ببلدنا وبمواطنينا الشرفاء، وبالتالي يمكن أن نرفع رؤوسنا أمام العالم اليوم بأن الجميع يخطبون ود لبنان، ولبنان يتدلل عليهم بمطالبه، لم نعد في المرحلة التي كان يُطلب منا أن نفعل ما يشاؤون إنما نحن في المرحلة التي نطلب فيها ما نشاء.
2- يجب منع الهيمنة على لبنان من أي دولة أجنبية إقليمية كانت أو دولية لأننا بحاجة إلى استقلالنا وإلى قرارنا، نحن نبني تحالفاتنا مع الدول بحسب مصلحتنا، ولا يمكن أن نكون ملحقاً لأي دولة من الدول، وبالتالي عندما جاؤوا بالقرار المشؤوم 1559 أرادوا أن يخربوا البلد، وأرادوا تحقيق هيمنة أمريكية إسرائيلية، وأنتم تعلمون أن لبنان عانى منذ 5 سنوات من مفاعيل هذا القرار، لأنه لم يكن قراراً على ورق إنما كان واجهة لآليات استخبارية وعسكرية وسياسية وحشد دولي من أجل إنهاك لبنان ليعود ضعيفاً كما كان قبل التحرير وقبل هذه الإنجازات الكبيرة للمقاومة.
3- التوافق المحكوم بالتوازنات السياسية الدقيقة في البلد وهذا ما يساعد على الاستقرار وأمامنا التجربة ماثلة بحكومة الوحدة الوطنية كيف أنها نقلتنا إلى البلد المستقر من البلد غير المستقر بكل المعايير.
على هذا الأساس أدعو للمقارنة بين تعامل العالم مع لبنان القوي الآن وتعامله مع لبنان الضعيف في السابق، كنا في السابق تتقاذفنا الدول والقرارات الدولية، أما الآن فتأتي الدول إلينا وتحترم مطالبنا. هذا لم يكن ليتحقق لولا المقاومة والشعب والجيش، وهذا العمل الطاهر النظيف خلال الفترة السابقة، باختصار : المقاومة القوية ضرورة، ولو لم تكن موجودة لوجب علينا العمل لإيجادها، لأن لبنان بحاجة إليها مع خصوصيته وتركيبته، خاصة أنها وطنية بامتياز فربحها ربحٌ للجميع في لبنان وفي المنطقة، وتحصيلها للنتائج لمصلحة لبنان لا لمصلحة أحدٍ في العالم، واستطاعت أن تكتل حولها أغلبية موصوفةً من هذا الشعب الطيب الطاهر، وبالتالي هذه المقاومة ضرورة ونحن بحاجة إليها.
أما الانتخابات البلدية فهي انجاز للحكومة بأنها أقامتها في موعدها، بصرف النظر عن القانون السيء أو الجيد، وهي لن تؤثر في نتائجها على المعادلة السياسية لا من قريب ولا من بعيد.
أتمنى من كل قلبي أن ننتهي من اللغة المذهبية والطائفية في التعاطي مع استحقاقاتنما المختلفة، هناك ما يقزز النفس عندما نسمع تحليلاً عن بلدية أنها نجحت بأصوات الشيعة أو بأصوات السنة أو بأصوات الموارنة، أليس الساكنون في بلدة معينة هم مواطنون لبنانيون! ألم ينجح من نجح بتحالفات سياسية مع أطراف مختلفة! كيف لا نقسم عندما تكون الأحزاب من طائفة واحدة، علينا ،أ لا نقسّم ما حصل عليه كل واحد على قاعدة الطوائف، فهذه جريمة كبرى بحق لبنان، وبالتالي في كل طائفة هناك موالاة ومعارضة، هناك من يوافق مع هذه اللائحة وهناك من يختلف معها، إذاً ما الداعي إلى هذه التقسيمات.
أدعو إلى أن ننتقل من المذهب والطائفة إلى الوطن، وأن تكون حساباتنا على هذا الأساس، من نجح في النيابية أو البلدية نجح بتحالفات سياسية بامتياز، وليس بتحالفات طائفية وإنما تستخدم الفتنة المذهبية والطائفية للضعفاء الذين يريدون إثارتها لتحقيق بعض المكاسب الرخيصة.