- في كلمة سماحة السيد حسن نصر الله في مؤتمر دعم المقاومة حول تحقيق نصراً جديداً للمقاومة وأنها ستغير وجه المنطقة في حال مواجهة جديدة مع إسرائيل، هل هناك احتمال لمثل هذه المواجهة؟
إسرائيل تقوم بدور عدواني متواصل في المنطقة، وهي منذ 61 سنة تعمل على احتلال المزيد من الأراضي، وتقوم بأعمال إجرامية بقتل النساء والأطفال والاحتلال للبلدان، وإذا أردنا أن نؤرخ لإسرائيل خلال 61 سنة نرى أن تاريخها كلها احتلال وعدوان، بل نسمع إسرائيل تهدد لبنان وغزة وسوريا وإيران باحتمالات الحرب، وهذا التهديد قائم على أكثر من لسان من القادة الإسرائيليين تحت عنوان إبقاء إسرائيل متفوقة عسكرياً، وتحت عنوان ضرب القدرات التي يمكن أن تشكل ممانعة في مواجهة إسرائيل، إذاً احتمال العدوان الإسرائيلي يبقى قائماً في يوم من الأيام، ولكن لا نستطيع أن نقول أن أجواء اليوم أجواء عدوان إسرائيلي قريب، إلاَّ أن المقاومة تستعد وتعمل دائماً حتى تكون في مواجهة هذا الاحتمال سواءً أكان وارداً في المستقبل أو مفاجئاً في أي لحظة من اللحظات، وهنا أقول أننا اكتشفنا من خلال الأداء العملي أن المقاومة القوية هي التي تستطيع أن تردع إسرائيل عن مزيد من الاحتلال، وأيضاً يمكن أن تجعل إسرائيل أن تنسحب من الأرض المحتلة، وهذه التجربة ثبتت في شهر أيار من سنة 2000 حيث انسحبت إسرائيل بفعل ضربات المقاومة، وثبتت في تموز سنة 2006 حيث قامت إسرائيل بعدوان واسع على لبنان ولكنها انكفأت بسبب قوة المجاهدين وصبرهم وثباتهم وعطاءاتهم. من هنا نحن كمقاومة اعتبرنا أنه يجب أن نبقى دائماً في استعداد وجهوزية ونطور من إمكاناتنا وقدراتنا.
- المبعوث الأمريكي عاد إلى المنطقة في جعبته مجموعة من الأفكار والمقترحات يعرضها هنا وهناك، ما هو موقف حزب الله فيما يجري من اتصالات من أجل التقدم في عملية السلام؟
المبعوث ميتشيل يضيع وقته، ويشوه الحقائق، يضيع وقته لأن إسرائيل لن تستجيب لأي فكرة، وهي تريد أن تحافظ على كل مكتسباتها العدوانية بل تريد أن توسعها أكثر، ولن تقبل حتى تجميد المستوطنات لفترة من الزمن، وعقَّدت كل الأمور ومطالبها توسعية، وأيضاً ميتشل يسبب الالتباس للمنطقة ويخدع الناس في المنطقة لأنه يعلم أن إسرائيل لن تقبل، ولكن خلال حركته يحاول أن يعطي إيحاء بأن العقدة من الطرفين، وبالتالي هذا خداع للناس، ونحن لا نعتقد بأن الفرصة متاحة للتقدم في التسوية، لأن إسرائيل هي حجر العثرة الأساسية وهي تريد كل شيء، وتسميها تسوية، وهذا غير ممكن بل مستحيل، لذا نتوقع أن تفشل مهمة ميتشل، بل نعتبر أن التسوية بمجملها متعثرة وفاشلة، وندعو دائماً إلى حلول عملية، والحل العملي عودة الحق إلى أصحابه، وأن يسترد الفلسطينيون أرضهم، والحل العملي أن ندعم المقاومة لأنها هي التي تستطيع أن تقف أمام هذه الأهداف الإسرائيلية.
- مع مرور شهرين على تشكيل حكومة ائتلافية حكومة وفاق وطني في لبنان، كيف تقرؤون ما يجري على الساحة اللبنانية من مصالحات بين جميع الأطراف اللبنانية؟
حكومة الوحدة الوطنية إنجاز وطني والمصالحات التي تجري إنجاز وطني آخر، وبالتالي لأول مرة منذ خمس سنوات نشهد درجة من الاستقرار السياسي والأمني والحوار المباشر بين الأطراف وهذه نقاط إيجابية، قد لا تنتج هذه الظروف إنجازات كبيرة، وقد لا يتحقق بعض الأهداف التي نريدها على مستوى تأمين مصالح الناس ومعالجة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، ولكن بالحد الأدنى نحن أمام خطوة فك اشتباك، وفي آنٍ معاً أمام فرصة للتعاون بين الفئات المختلفة على المستوى اللبناني لتشرع بتحقيق مصالح الناس وحماية البلد من الاعتداءات والأخطار التي تحيط به، آمل خيراً وإن كان الأمر بطيئاً ولكن أفضل من التوقف الذي كان سائداً.
- هناك حدث جديد أثار زوبعة في البلاد يتمثل بقيام زعيم فتح الانتفاضة العقيد أبو موسى في الظهور المفاجئ والإعلان عن عدم الاستعداد لتسليم السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، ما هو تعليق حزب الله على تصريحات أبو موسى؟
لن أرد على تصريحات السيد أبو موسى وإنما سأتكلم بما اتفقنا عليه على طاولة الحوار، نحن ملتزمون بنتائج طاولة الحوار، طاولة الحوار تحدثت عن معالجة موضوع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات بوضع يد الدولة بطريقة أو بأخرى، وهذا يكون بعد حوار يجري بين السلطة السياسية اللبنانية والمعنيين الفلسطينيين في هذا الشأن، ولذا نقول: بأن المطلوب بدء الحوار حول السلاح الفلسطيني خارج المخيمات للوصول إلى النتيجة التي تم الاتفاق عليها على طاولة الحوار، وليس لدينا اتجاه آخر.
-مؤخراً أيضاً، طرح رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري موضوع إنشاء هيئة لإلغاء الطائفية السياسية، هل أنتم مع هذا الطرح بالمطلق؟
ورد في الدستور ضرورة تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية بعد إتفاق الطائف بعد أول مجلس نيابي منتخب، وهذا حصل منذ سنة 1992، أتصور أننا تأخرنا كثيراً لتشكيل هذه الهيئة، لا أرى أي ضرر وأي مانع من تشكيل هيئة يمكن أن تجتمع لمدة مئة سنة ولا تصل إلى نتيجة، ويمكن أن تقرر خطوات تساعد على إزالة الطائفية من النفوس، وأيضاً تفتح أبواب للتعاون في لبنان، أعتقد أن المطلب المرتبط بالدستور مطلب عادل ولا يحتاج إلى كل هذه التعقيدات. نحن مع تشكيل الهيئة طالما أن هذا التشكيل هو أشبه بطاولة تشاورية، لأنه في النهاية لا بد أن تصدر توجهات بالاجماع ولا بدَّ أن يكون هناك اتفاق، فإذاً لماذا نخاف من الاجماع؟ وإذا لم يحصل اجماع ولم يحصل اتفاق فهذا يعني أنه لن يحصل شيء يزعج أي طائفة من الطوائف، فإذاً هل ممنوع أن يحصل التشاور، ومن يطالب بتطبيق الدستور أليس هذا البند هو بند أساسي في اتفاق الطائف؟
- قريباً تعود طاولة الحوار من أجل أن تنعقد في قصر بعبدا على جدول أعمالها بنداً واحداً هو الاستراتيجية الدفاعية عن لبنان، هل توافقون أن يبقى هو الموضوع الوحيد المطروح على طاولة الحوار؟
ليس لدينا موضوعات أخرى لطرحها على طاولة الحوار، ولكن لن نقف عقبة أما الأطراف الأخرى إذا أرادت أن تطرح موضوعات أخرى ووافق المجتمعون برئاسة رئيس الجمهورية على طرحها ومتابعتها، بالنسبة إلينا نحن لا نبحث عن موضوعات تصرف طاولة الحوار عن موضوع الاستراتيجية الدفاعية، نحن ملتزمون بنقاش هذا الموضوع، تبقى إدارة من اختصاص رئيس الجمهورية هو الذي يحدِّد ويتابع.
- هل ترون أن سيكون هناك استقرار في لبنان واستقرار في المنطقة في المستقبل القريب، أم أن القرار ليس لدينا وإنما عند إسرائيل ربما؟
عندما نسأل عن الاستقرار في المنطقة يجب أن نسأل عمن ستحارب إسرائيل؟ إذا قررت إسرائيل حرباً ستخرب الاستقرار، وكذلك عندما تستمر بعدوانيتها وطريقتها في الأداء فهي توتر المنطقة بدرجات متفاوتة، لذا الحديث عن الاستقرار اللبناني بلحاظ الداخل اللبناني فيه أمل كبير لأن الظروف الموضوعية في داخل لبنان أدَّت إلى اختيار حكومة وحدة وطنية واستقرار واضح، بهذا المعنى الاستقرار على المستوى الداخلي موجود وقابل للاستمرار والتطوير، خاصة أن من راهن على أمور أخرى راهن وانتهى، الآن نحن في مرحلة لها ظروفها والكل إما سلَّم بهذه النتيجة أو ليس بيده أن يفعل أكثر من ذلك، فإذاً النتيجة فيها أمل للمزيد من الاستقرار. لكن ما الذي سيحصل في المنطقة وما الذي ستفعله إسرائيل؟ وكيف ستدخل على لعبة الدول؟ هذا أمر لا نستطيع أن نقرأه، الآن نستطيع القول أن الاستقرار خلال هذه الفترة القادمة متوفر ولكن هل يطول؟ علينا أن نسأل إسرائيل.