لقد نصرنا الله تعالى نصراً لم ينصر به العرب مجتمعين ولا المسلمين مجتمعين، ووفقنا لنذلَّ اسرائيل من صغيرها إلى كبيرها حتى بات اسم المقاومة يُخيفهم في حجورهم في الليل وفي النهار باسم الله جل وعلا.
كل التهديدات الاسرائيلية لا تهمُّنا ولا تؤثِّر علينا، فالحمد لله عندنا ما يكفي من الحماية نستطيع من خلالها أن نمنع أذية إسرائيل قبل أن تتأذى، وبالتالي هم يعلمون تماماً أننا مصمِّمون على أن نبقى في الساحة، ونؤكد على أننا لن نتراجع مهما كانت الأصوات الدولية والإقليمية لأنها أصوات تدعونا إلى المذلة والاستسلام، ولن نستمع إلا إلى صوت العزة والكرامة والحق، وهذا يعني أننا سنثبت في الميدان، ومن أراد أن يطالب فليطالب إسرائيل، فهي المعتدية ونحن المعتدى علينا، هي التي دخلت أرضنا ونحن الذين نحررها، هي التي تنتهك أجواءنا ونحن الذين نتحمَّل الأعباء، وبالتالي لا يُقال للمعتدى عليه لماذا تدافع عن نفسك؟ بل يقال للمعتدي أن توقَّف عن اعتدائك، فإذا كان العالم يُناصر المعتدي في اعتدائه، وسنُثبت أننا مع الله سننتصر على المعتدي الاسرائيلي، لأننا أصحاب حق وهو صاحب باطل.
رئيس جمهورية لبنان العماد ميشال سليمان حمل موقف لبنان إلى الرئيس الأمريكي أوباما، ماذا قال أوباما؟ قال نحن قلقون من تهريب السلاح إلى لبنان، لماذا؟ لأنه يُقلق إسرائيل ويضرُّ بأمن إسرائيل. ألست قلقاً يا أوباما من أن إسرائيل تمتلك 400 رأس نووي وأسلحة دمار شامل، وتقتل الاطفال والنساء والشيوخ، وتعتدي وتحتل وأخذت فلسطين بأسرها باحتلال تدريجي من سنة 48 إلى سنة 67، واحتلت الجولان وجنوب لبنان واحتلت في الاردن وفي مصر، كل هذا لم يجلعك قلقاً على الأمن وعلى الانسانية؟! بينما استعداد فئة قليلة في لبنان لتحمي نفسها وبلدها أقلقك من الإضرار بالأمن الاسرائيلي. هم يكيلون بمكيالين ويتحدثون بلغتين، لكن الحمد لله أن العلامة الأعلى في الكراهية في العالم الاسلامي تأخذها أمريكا، وهذه نعمة لو عملنا لها مئات السنين لما استطعنا أن نتوصل إليها كما هي الآن بفعل أداء أمريكا الكاذب الذي ينافي الاخلاق والكرامة والشرف، بحيث تصبح الحرية للأمريكي على حساب الاستعباد للعربي والمسلم والفلسطيني واللبناني، وتصبح حقوق الانسان حقوقاً للأمريكي والاسرائيلي، أما نحن فلا حقوق لنا في كل العالم الاسلامي، حتى صورة المنارلم يستطيعوا رؤيتها، في عدد من الدول الاوروبية منعوها والآن أمريكا تريد أن تمنعها وتعاقت من يؤجر قمراً صناعياً من أجل بث قناة المنار، ماذا تبثُّ قناة المنار؟ تطرح مواقف وآراء. أليس عندكم وسائل إعلام أكثر مما لدينا بكثير، فإذا كان عندنا منار أنتم لديكم الكثير من الظلام، لكن المنار يسيطر على ظلامهم ولأن النور يبدِّد آثامهم، ولأن كلمة الحق تخترق قلب كل انسان عنده ذرة ضمير، وهم لا يردون أن يُسمع صوت الضمير عندهم في أمريكا، ليتحكَّموا بهم ويستعبدونهم كما يريدون، أما نحن فسنبقى صوت الحق وسيصل هذا الصوت إن شاء الله تعالى إلى كل مكان.
مسؤوليتنا أن نحضر وأن نبقى في الميدان ونقبل التحدي، مسؤوليتنا أن نتحمل غلاظة وصعوبات وتعقيدات التآمر الدولي والإقليمي علينا، مسؤوليتنا أن لا نقبل بالاستسلام مهما كان، سواء بالشروط الأمريكية أو الاسرائيلية أو أي شروط أخرى، وأن لا نقبل أن يبقى شبر واحد من أرضنا محتلاً بيد الغاصب الاسرائيلي، ولا يحق لأحد في لبنان أن يكشف المقاومة، وأن يكشف الجيش اللبناني والشعب اللبناني. نحن الذين نطالب أولئك الذين لا يقاومون لماذا لا يقومون بالإجراءات المناسبة للمشاركة في المقاومة، ليكونوا على جنباً إلى جنب مع المجاهدين في الدفاع والتحرير، لا يقولنَّ أحد لنا: أنتم مسؤولون. لماذا؟ عندما ذهبنا إلى المقاومة هل أخذنا إذناً من أحد؟ عندما سقط لنا شهداء هل أعطانا أحد إفادات؟ كذلك من يريد أن يواجه إسرائيل عليه أن يفتِّش عن الطرق العملية، أما أن يعتقد البعض بأن لبنان يتحرر بالدبلوماسية، فمرحباً دبلوماسية!! القرار 425 بقيَ 22 سنة مرمياًّ في الدرج، ولولا صرخة وحذاء المقاوم وموقف المجاهدين والمجاهدات لما تحرر الجنوب، فعندما يتحرر ببنادق المقاومة ولم تُثبت الدبلوماسية جدواها، هذا يعني أننا لن نعود إلى الوراء لنجرِّب الدبلوماسية الفاشلة على حساب المقاومة الناجحة، سنبقى مع النجاح وأثبتوا لنا نجاحكم بالطرق الأخرى وعندها نجلس ونتفاهم إن شاء الله، ولكننا لن نتخلى عن قوتنا في مواجهة العدو الاسرائيلي.