الوليُّ المجدِّد

الإسلام هو المحور

الإسلام هو المحور

ليست الصَّحوة حركةً عصبية لتجميع المسلمين بالهوية، وإنَّما هي عودةٌ إلى تطبيق شريعة الله تعإلى في الحياة، فالإسلام هو المحور الأساس: "إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإسلام"(57). قال الإمام الخامنئي(دام ظله): "المهم بالدرجة الأولى هو أن تكون لنا أفكارنا وخارطة طريقنا وإيديولوجيتنا، ونعلم ما الذي نريد أن نفعله, ونُعيِّن رسم الأهداف.

من الأهداف المهمّة التي يتوجّب الاهتمام بها في هذه الثورات هو عدم خروج الإسلام عن المحوريّة، يجب أن يكون المحور هو الإسلام، الفكر الإسلامي والشريعة الإسلامية يجب أن يكونا محورًا. هم حاولوا أن يُوحوا بأنَّ الشريعة الإسلامية لا تتناغم مع التَّقدُّم والتطوُّر والتحضّر، وما إلى ذلك، هذا كلّام العدوّ. كلّا، الإسلام ينسجم تمامًا مع التَّقدُّم، ليسوا قلائل في العالم الإسلامي أولئك الذين استطاعوا بروح التحجُّر والرجعيّة والجمود وعدم القدرة على الاجتهاد أن يكرِّسوا ويثبِّتوا كلّام العدوّ هذا بشكلّ من الأشكال، إنّهم مسلمون، ولكن في خدمة الأعداء"(58).

لا بدَّ من دعم الجماهير وتأييدهم لإقامة الإسلام في حياتنا، فهم الذين يجعلونه حاضرًا في الساحة، وهم الذين يحمون استمرارية تطبيقه في مواجهة التَّحديات، قال الإمام الخامنئي(دام ظله): "من القضايا المهمّة الأخرى الحفاظ على دعم الجماهير ومساندتهم، يجب عدم الانقطاع عن النَّاس. لدى النَّاس توقّعاتهم ومطالبهم واحتياجاتهم. والقوّة الحقيقية هي بيد الجماهير والشعوب، حيث يجتمع النَّاس ويتآلفون، ويكونون قلبًا وتوجّهًا واحدًا خلف المسؤولين وقادة البلد، هناك لن تستطيع أمريكا ولا الأكبر من أمريكا أن ترتكب أيَّة حماقة"(59).

ولا بدَّ أن نعمل للوحدة ونتجنّب الاختلافات المذهبية والقومية والوطنية....، قال الإمام الخامنئي(دام ظله): "قضيّة أساسيّة أخرى هي قضيّة الوحدة. أقولها لكم اليوم، أيّها الإخوة والأخوات... الأداة التي يمكنها أن تكون فعّالة بيد أعدائنا فيستغلونها أقصى استغلالٍ هي الاختلافات، اختلافات الشِّيعة والسُّنة، والاختلافات القومّية، والاختلافات الوطنيّة، وحالات التباهي الخاطئة. إنّهم يضخّمون قضية الشِّيعة والسُّنة، ويحاولون أن يخلقوا الخلافات. تلاحظون أنَّهم يبثّون الخلافات في البلدان الإسلامية وفي هذه البلدان الثائرة نفسها، ويخلقون الخلافات في مناطق أخرى من العالم الإسلامي"(60).

وليس صحيحًا أن يقع المسلمون فريسة الفتنة على أشكالها, وخاصة المذهبية منها, أو أن يتركوا الساحة للاستكبار يعبث فيها. قال الإمام الخامنئي(دام ظله): "إنَّه في الوقت الذي تحاول فيه القوى الاستكبارية تشويه سمعة المسلمين, وترى تنامي الصَّحوة الإسلامية بين الشِّيعة والسُّنة خطرًا لها, وتشنّ هجومًا على ما فيه اسم حركة حماس أو حزب الله, فهل من المنطقي خوض المسلمين في النزاعات الطائفية والمذهبية ونسيان عدوِّهم المشترك؟" (61).

علينا أن نفتِّش دائمًا عن عوامل التماهي بين الصَّحوة وخيراتها، ومنها عدم التعارض بين الصَّحوة وأوطاننا، فهذه الأوطان بتاريخها وشعوبها هي الحاضنة لها من الموقعين الإسلامي والوطني، قال الإمام الخامنئي(دام ظله): "إنَّ الصحوات الإسلامية والثَّورات في المنطقة انطلقت من هوياتها الوطنية والإسلامية, محذِّرًا من سعي الغرب لتغيير الأوضاع والالتفاف على الثورات والصَّحوات الإسلامية في المنطقة"(62).


57- سورة آل عمران, الآية: 19.
58- خطاب الولي 2012, ص: 616 .
59- خطاب الولي 2012, ص: 617.
60- خطاب الولي 2012, ص: 618.
61- 7/4/2007.
62- 3/6/2012.